يَا رَاقِدَ الطَرْفِ ما لِلطَّرْفِ إغفاءُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يَا رَاقِدَ الطَرْفِ ما لِلطَّرْفِ إغفاءُ | حَدّثْ بِذاكَ فما في الحُبِّ إخْفاءُ |
إنّ اللّيالي والأيامَ مِنْ غَزَلي | في الحسنِ والحُبّ أبناءٌ وأنباءُ |
إذْ كلّ نافرة ٍ في الحُبّ آنِسة ٌ | وَكُلّ مَائِسَة ٍ في الحَيِّ خَضْرَاءُ |
وصفوة الدَّهر بحرٌ والصّبا سفنٌ | وللخلاعة ِ إرساءٌ وإسراءُ |
يا ساكِني مِصْر شَمْلُ الشّوْقِ مُجْتَمِعٌ | بعدَ الفراقِ وشولُ الوصلِ أجزاءُ |
كأنّ عَصْرَ الصِّبَا مِنْ بَعْدِ فُرْقَتِكُمْ | عصرُ التصابي به للهو إِبطاءُ |
نارَ الهَوَى لَيْس يَخْشَى مِنْكِ قُلْبُ فَتًى | يكون فيه لإبراهيم أرجاءُ |
نَدْبٌ يَرَى جُودَهُ الرّاجي مُشافَهَة ً | والجُودُ مِنْ غَيْرِهِ رَمْزٌ وإيماءُ |
ذُو هِمَّة ٍ لو غَدتْ للأُفْقِ ما رَحَلَتْ | له ثريا ولا جَازتهُ جوزاءُ |
لَوْلاَ أخُوكَ ولا أَلْفَى مَكَارِمَهُ | لَمْ تَحْو غَيْرَ الذي تَحْوِيهِ بَطْحَاء |
لَكِنْ تَعَوَّضْتُ عَنْ سُحْبٍ بِمُشْبِهِهِ | إذْ سُحْبُ هذا وهَذا فِيهِما المَاءُ |
وعندَ ذلك ظلٌّ باردٌ شبمٌ | وعندَ ذا منهلٌ صافٍ وأهواءُ |
إلَيْكَ أَرْسَلْتُ أبياتاً لِمَدْحِكُما | في ساحتيهن إسراءُ وإرسَاءُ |
لم يَقوَ مِنهنّ إقْواءٌ لِقَافِيَة ٍ | ولم يطأْهُنّ في الترتيبِ إيطاءُ |
فإن نظمي أفرادٌ مُعدّدة ٌ | وَنَظْمُ غَيْري رُعاعاتٌ وَغَوغاء |
فلا يُقاسُ بِدُرٍّ مِنْه مُخْشَلبٌ | هذا دواءٌ وقولُ الجاهِل الدّاءُ |
عَلَيْكَ مِنّي سَلامٌ ما سَرَتْ سَحراً | نُسَيْمَة ٌ عِطْرُها في الكَوْنِ دَرَّاءُ |