كم حسرات لي وكم وجد
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
كم حسرات لي وكم وجد | ليست على غور ولا نجد |
لا بل على جرجان من بلدة | سكنت منها جنة الخلد |
أرض من المسك ووشيٌ من الطل | ـطل على فرش من الرَّند |
وسادة عاشرتهم لم أزل | في ظل عيش بهمُ رغد |
كنت بهم طويل مُقامي بها | ومنهمُ في زمن الورد |
يا صاح هل تذكر كم ليلة | سعدتُ منها بأبي سعد |
ألم يكن غرة إخواننا | ألم يكن واسطة العقد |
أليس كنا سوراً للعلى | وكان فينا سورة الحمد |
ناهيك من حلم ومن سؤدد | فيه ومن علم ومن رفد |
شمائل الغيث وخلق الصبا | له وقلب الأسد الوَرْد |
ذو خُلق لو أنه دمعة | ما أثرت في صفحة الخد |
ومن كمولاي أبي معمر | والأخ غصني شجر المجد |
ضبعَيْ يد الفضل وسبعي وغا العـ | وربعي كرم العهد |
ولؤلؤي درج ونجمين قي | برج وصمصامين في غمد |
والخولكيين فما منهم | إلا معيد في العلى مبد |
تلقي الثريا بثرى الوهد | |
وشيخ أرجان فناهيك من | أرْوع في همته فرد |
سيد من أخلصني وده | وخير من أخلصته ودي |
ما أنس لا أنس فقيهاًَ لنا | يُكْنَى أبا الفضل السمرقندي |
وفاضلاً يكنى أبا قاسم | إليه عرض الجيش والجند |
تزخرفت جرجان أنساً به | واستوحشت أرض نهاوَنْدِ |
أنزلني الدهرعلى حكمه | من شامخ عالٍ إلى وَهْد |
كب على الوجه سروري بهم | كبّاً على الجبهة والخد |
أوطأني ظهر النوى عنهم | أني ما نمت من الصد |
لا زلن يا جرجان معمورة | للرجل الآمل يستجدي |
صفا لنا دنُّك لكنه | لابد في الآخر من دردري |
فالنذل قاضيك على لؤمه | وفرط ما يعلوه من برد |
لايلبس الجوزاء ألحاظه | تيهاً ولا يخرا على الند |
تراه لا يعلم أن الخرا | أجمل من لحيته عندي |
والزنجمانيّ فوا حسرتا | منه على هامته الوغد |
فاز بذاك الرأس مني ولم | أبُح بما فيه ولا أُبدي |
والماسراباذي ايّ امرئ | مخنث في ذلك الجلد |
إذا أتى زوجته زانياً | تنزل أسماء على هند |
سماجة القردِ وخلق الصِّبى | وذلك الداء الذي يُردي |
إن خلصت فروته من يدي | فلا أجتدت ناراً من الزند |
مغتلم الثقبة لكنه | يوهمنا الرغبة في المرد |
ويشتهي المرد ولكنه | كل صملّ عارم جلد |
يا كرم الأستاذ نحوي ويا | فواضل الشيخ التي عندي |
لا زلتما في نعمة بعدي | وعشتما في القرب وفي البعد |
قامرني الدهر سروري بكم | بغير شطرنج ولا نرد |
قد عشتما قبلي فعِيشا معي | ثم کبقيا بعدي لمن بعدي |