ومضطغين على الألباب قاس
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ومضطغين على الألباب قاس | يرى ويقول بالرأي القديم |
يحدِّث عن أب فأب مجوس | إلى هابيل كالليل البهيم |
أبوه أخوه وهو أخو بنيه | ولا السيران قدّا من أديم |
له في النور والظلمات عقد | بطيء الحل ممنوع الأديم |
تخير من أديم الحزن أرضاً | عذاة الترب طيبة الأروم |
وعرَّش فوقنا فالطرف فيها | يسير على صراط مستقيمم |
وحصّنها بعيدان طوال | وزينها بقضبان الكروم |
وحاز لها من الأنهار فحلاً | فاهداها إلى كفؤ كريم |
فأولدها بنين ولم تخنه | ورُبَّتَ لائم فيها مليم |
وأقبل ربها يسعى إليها | وفض الختم عن صافي الحُمَيّا |
فأبصر غِلمة كالصبح بيضاً | لهن وغلمة مثل الصريم |
فصعر خده غضباً عليها | وزناها ببهتان عظيم |
وقال أغلمه سود وبيض | لفحل واحد يا للزنيم |
أجابته الكروم وقلن كلا | ولكن صنع ذي العرش العظيم |
قضى بسواد ذاو بياض هذا | كما ولد الصبيح من الدميم |
فقال جزى العواهر ما جزاها | وسمن كل جانيه ظلوم |
ألم ترضين أن تزنين حتى | تماريتن في علم النجوم |
وجرّد مدية كاماء ابقيت | على أوداجها أثر الكلوم |
فما ارعى على أم ثكول | ولا أبقى على ولد يتيم |
وجاء بهن أمثال السبايا | على لونين من حبش وروم |
فداس بطونهن بِرَكْل علج | أشق كظل شيطان رجيم |
فسالت بالدم الأنهار حتى | تركن القاع أحمر كالأديم |
ولما أن قضى الأوطار منها | وميزت الدماء من اللحوم |
أشار بحبسها لتزيد غماً | على ما حملته من الغموم |
فأودعها من المغشى سموماً | تطابق تحت أعراق النجوم |
فوافاها من النجدين شيخ | ترى ما لا ترى عين النديم |
فقص عليه قصة ما أجابت | وقال ولم تدعها كالهشيم |
حلفت لنشربن دم الزواني | وننتصرنّ للدين القديم |
ورد الطين في داني النسيم | |
ولما ذاقها والطعم مر | وقوس الظهر ظاهرة الوضوم |
أعادت سِنه جَذَعاً وردت | ضراءة ذلك العظم الرميم |
وجازته عن السوءَى بحسنى | فيا للَّه للطبع الكريم |
وفتيان كمجتمع الثريا | على طرف من العيش الرخيم |
يساقهم من الفتيان أحوى غضيض | الطرف كشح هضيم |
تنادوا للمدام وعنفوني | وقالوا هاك حظك من نعيم |
فقلت أخاف عقباها ولكن | أشيعكم إلى باب الجحيم |