نمارسُ طقسَ البكاءِ |
وفصلَ النحيبِ الطويلِ |
وعريَ الصحارى .. |
نفسر معنى انتشاء السكارى |
حذاءٌ بطولِ المكانِ |
هل الوقتُ من ماءِ هذا الزمانِ |
مشيتُ .. فباضَ الجنودُ صراخاً |
رموني .. |
ومن جلدِ جلدي نفوني |
عليك الذي ما تبقى .. |
وأعوي |
أوزعُ وجهي على موجتينِ |
أبثكِ نجوايَ جرحاً فنامي |
خذي سكراً أو زبيباً ونامي .. |
لكفيكِ حناءُ عمري |
وعمري توقفَ عند الفواصلِ ضعتُ |
إذنْ أغلقي ما تبقى من الأغنياتِ |
ولا تفتحي أيَّ بابٍ ونامي .. |
عليكِ الذي ما أضعنا .. |
نبيعُ الشهيدَ لمن يشتريهِ |
لماذا نفتّحُ فوق اليدينِ السؤالَ |
فرحنا .. سكرنا .. قرعنا الطبولَ |
وكنّا على الباب قتلى |
سنشرب نخب انكساركِ فينا |
ونرقصُ فوق القبور عرايا .. |
نمارس كل طقوس الفجورِ |
ونعوي .. |
سئمنا من الحربِ نامي .. |
سئمنا من الأغنياتِ .. |
من الأمنيات .. |
منَ القصص الماضياتِ |
لنا أن نمجدَ عزَّ الخليفةِ حين استطابَ الركوعَ |
لنا أن نغنّي الخنوعَ |
لنا أن ننام .. |
بكيتُ على كلّ أطلال هذا الزمان .. |
خرابٌ .. وكلّ الشوارع زينات عرسٍ |
خرابٌ .. وباب الخليفة صفٌ من القادمينَ |
له التهنئاتُ .. |
له الطيباتُ .. |
خذي سكراً .. أو زبيباً ونامي |
ولا تحلمي أيَّ حلمٍ يخيفُ الولاةَ |
فإن الشياطين في كلِّ ركنٍ .. |
يخطون عنكِ التقارير نامي .. |
لماذا نحمّلُ ريشَ الحمامِ |
خطايا السقوطِ |
لماذا نجملُ هذا الركوعَ الخنوعَ .. |
.. وقال الخليفةُ .. |
إنّ الخوازيقَ سكَّرْ |
على كل بابٍ جنودٌ وعسكرْ .. |
عشقناكَ يا صاحبَ الأعطياتِ |
لك المجدُ .. والأغنياتُ .. |
لكَ اللحم والعظم و الروح والطيباتُ .. |
وحكمكَ يمتدُ فينا إلى ما تشاءْ |
عرايا .. نمجدُ فضلكْ |
أذلاءَ نحمدُ عدلكْ .. |
لكَ المجدُ والانحناءُ |
ومنّا الولاءُ .. |
رفعنا الرؤوسً فطارتْ .. |
نمارسُ كل طقوس الولاء |
ونبكي علينا .. |
زمان العجائبِ آهٍ فنامي .. |
بأمر الولاةِ .. |
قطعنا الذي بيننا من صلاتِ .. |
فنامي .. |
تنادوا .. ونادوا وساقوا الخطبْ |
وباسوا اللحى .. |
وضمّوا .. وشمّوا .. وعلوا الرتبْ |
ورشُّوا العطورَ .. |
وسال التملقُّ حتى الركبْ .. |
وباسم العروبة باسم العربْ .. |
رموكِ على الباب ثكلى .. وطاروا |
فنامي بأمر الولاةِ |
عليهم صنوف الصلاةِ |
بأمر التواقيع والبصماتِ |
بأمر الذي بيننا وانقضى .. |
بأمر الشموخ الذي قد مضى .. |
دعينا ننام .. |
دعينا نطيّرُ رفَّ الحمامْ .. |
ونعبدُ نركعُ خلف الإمامْ .. |
ندور .. ندور .. ندور ونعوي .. |
عرايا .. مطايا |
نكسِّر كل المرايا |
دعينا نمارس طقس البكاءْ .. |
ونلعن بالسرّ هذا الزمانَ .. |
ونعشق بالسر ضوء النهارْ .. |
دعينا لخوف يعشش فينا |
عرايا .. نخاف .. وماذا نخافْ ؟! |
مطايا نخاف .. وماذا نخافْ ؟! |
ولكن نخافْ !! |
نباركُ كلّ ارتعاشاتنا .. |
نبارك كل انحناءاتنا .. |
نبارك مجدَ الخضوعِ .. |
الخنوعِ .. |
فنامي .. |
ولا تقرئي أيَّ شيءٍ علينا .. |
قطعنا الذي بيننا من صلاتٍ |
بأمر الولاة ِ |
وأمرُ الولاة جليل مطاعْ .. |
نبارك أنَّا كسقط المتاعْ .. |
نصفق ليلَ نهارَ .. ونعوي .. |
ونعوي .. |
ونعوي .. |