خيل من الرشقات
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
الأرضُ والشعبُ الحجارةُ والدمُ | شمسٌ فلسطينية ٌ لا تُهزمُ |
شدُّوا على خيل الصباح فأورقتْ | في القلب للنصر القريب الأنجم |
ضوءُ النهار ِعلى الجبين ِعلامة | والسيف إنْ عز السلاح المعصمُ |
يتبادرونَ إلى الجهاد ِ بهمة | يتسابقونَ وكلهمْ متقدِّمُ |
أجسادهم درعُ الثرى ودماؤهمْ | زيتُ القناديل ِ التي لا تفطم |
روحُ الفداءِ عزيزة ٌ لا تنحني | والشمسُ للنفس ِ الأبيّة ِ توأم |
يقضي فتأخذهُ السهولُ نديّة | ويضمهُ العلمُ الأبيُّ ويلثم |
يلتمُّ في قطر ِ الندى من عشقه | ودم ُ الشهيد له الزهور تبسّمُ |
ساروا فسارَ المجدُ في أعطافهمْ | وتقدّموا فارتاع َ ليل ٌ مظلم |
يدهمْ سلاحُ الحرب ِ أو أجسادهمْ | وحجارة ٌ وتكاتف ٌ وتراحمُ |
مدنٌ قرى..شجرٌ ثرى..وشوارعٌ | أملٌ وجذرٌ ثابت ٌ وتلاحم |
كلُّ البيوتِ إلى القتالِ تقدَّمتْ | وانقضَّ من باب ِ النسور ِ مخيّم |
خيلٌ منَ الرشقات ِ تلتهم ُ المدى | تشتدُّ في طيرانها وتحمحم |
مقدودةٌ من صخرنا فكأنها | نارٌ على أعدائنا تتضرّم |
تنصبُّ في الوجهِ الغريبِ تهدّه | وإذا الرؤوس ُ تراجعتْ تتقحّم |
خيلٌ وفارسها الأصابع لا تني | تمتدُّ في صدر ِ الفضاء ِ وترجم |
تستبسلُ الأرواحُ لا تخشى الردى: | بحر ُ الندى أنَّ الشهادة َ مغنم |
نفسُ الكريم ِ من َ الجبال ِ شموخها | والحرُّ يأبى الذلَّ لا يستسلم |
باهتْ فلسطينُ الحبيبةُ أنهم | شجرٌ بشمس ِ بلادنا يتلثم |
ما أخّروا دفع َ المهور ِ وإنْ غلتْ | المجد ُ منْ أمجادهمْ يتعلم |
وقفوا وقدْ عزَّ الوقوفُ كأنهمْ | قمرٌ وحولهمُ الردى يتزاحم |
ما عادَ في بال ِ الرجاء ِ وبالهم | أنّ الجيوش َ تأهّبتْ وستقدم |
كمْ صرخة ٍ إنَّ البلاد حبيسة | في القيد ِ منْ أوجاعها تتألم |
صبروا على طولِِ الجراح ِ وصابروا | وعسى لعلَّ جيوشكمْ تتكرَّم |
تتلفّتُ الشطآنُ من شوق ٍ بها | ووعودكمْ في كلِّ يوم ٍ حصرم |
المسجدُ الأقصى يباحُ فويحكمْ | يبكي دماً منْ صمتكمْ لا منهم |
أفكلما صرختْ فلسطينُ انهضوا | تتسابقونَ لنومكمْ كي تحلموا |
تتغندرونَ إذا الخيولُ تسابقتْ | وإذا اقتضى فالبعضُ قدْ يتوحّم |
كمْ صرخة ٍ والأرض ُ في أغلالها | ودمُ الصغار ِعلى المدى يستفهم |
طالَ انتظارُ الحاكمينَ بأمرهمْ | وأمورهمْ في الحربِ لا تستخدَم |
أسفي على زمن الرجال ِ إذا انقضى | تبكي الدموعُ وموجها يتلاطم |
أينَ الذينَ إذا الجيوش تلاحمتْ | كانوا سيوفَ الحقِّ لا تتثلم |
هبّتْ فلسطينُ ارتوتْ منْ مجدهمْ | راحتْ تدكّ ُ البغي لا تستسلم |
أحفاد ُ خالدَ لا تكلّ ُ زنودهمْ | رجموا العِدى بحجارة ٍ لا ترحم |
الله أكبر ُ قدْ مضوا ما همّهمْ | أنَّ الردى في كلِّ شبرٍ يجثم |
الله أكبرُ والنفوس ُ أبيّة | شعبٌ إلى عليائه ِ يتقدم |