صَحَا قَلْبُهُ يا عَزَّ أوْ كَادَ يَذْهَلُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
صَحَا قَلْبُهُ يا عَزَّ أوْ كَادَ يَذْهَلُ | وأضحى يُريدُ الصَّرمَ أو يتبدَّلُ |
أيادي سَبَا يا عَزَّ ما كُنْتُ بعْدَكُمْ | فلمْ يَحْلَ للعَيْنَيْنِ بعدكِ مَنْزِلُ |
وَخَبّرَها الوَاشُونَ أَنّي صَرَمْتُها | وحمَّلها غيظاً عليَّ المُحمِّلُ |
وإنّ لمنقادٌ لها اليومَ بالرّضى | وَمُعْتَذِرٌ مِنْ سُخْطِها مُتنصِّلُ |
أَهِيمُ بأكْنَافِ المُجَمَّرِ مِن مِنًى | إلى أمِّ عمروٍ إنني لموكَّلُ |
إذَا ذَكَرَتْهَا النَّفْسُ ظَلَّتْ كأَنَّما | عليها من الوَرْدِ التّهاميِّ أفْكَلُ |
وَفَاضَتْ دُمُوعُ العَينِ حَتَّى كأَنَّما | بِوَادِي القِرَى مِنْ يَابِس الثّغْرِ تُكحَلُ |
إذا قُلْتُ أَسْلُو غَارَتِ العينُ بالبُكا | غِرَاءً ومدَّتْها مَدَامِعُ حُفَّلُ |
إذا ما أرادتْ خلَّة ٌ أن تُزيلنا | أبينا وقلنا الحاجبيّة ُ أوّلُ |
سنُوليكِ عُرفاً إنْ أردتِ وصالَنا | ونحنُ لتلكَ الحاجبيّة ِ أوصلُ |
لها مهلٌ لا يُستطاع دراكُهُ | وسابقَة ٌ في الحُبِّ ما تتحوَّلُ |
تَرَامَى بِنَا مِنْهَا بِحَزْنِ شَرَاوَة ٍ | مفوِّزة ً أيدٍ إليكَ وأرجُلُ |
كأنَّ وفارَ القومِ تحت رحالِها | إذا حسِرَتْ عنها العمائمُ عُنصُلُ |
يَزُرْنَ أَمِيرَ المؤمِنِينَ وَعِنْدَهُ | لذي المدْح شكرٌ والصَّنيعة ِ محمَلُ |
لهُ شيمتانِ منهُما أُنسيّة ٌ | وَوَحْشِيَّة ٌ إغراقُها النَّهْيَ مُعْجَلُ |
فراعهما منهُ فإنَّهُما لهُ | وإنَّهُما منهُ نجاة ٌ ومحفَلُ |
وأنتَ المُعَلّى يومَ لُفّتْ قِدَاحُهُمْ | وَجَالَ المَنِيجُ وَسْطَها يتقلقلُ |
وَمِثْلُكَ مِن طُلاَّبِهَا خَلَصَتْ له | وَقَارُكَ مرضيٌّ وَرَبْعُكَ جحفلُ |
نهيتَ الألى راموا الخِلافَة َ مِنْهُمُ | بضربِ الطُّلى والطَّعنِ حتّى تنكّلوا |
وأنكرتَ أنْ ماروكَ في مُستنيرة ٍ | لكمْ حقُّها والحقُّ لا يتبدَّلُ |
أبوكُم تلافى يومَ نقْعاءَ رَاهِطٍ | بَني عبدِ شَمْسٍ وهيْ تُنْفى وتُقتلُ |
إذا النَّاسُ سامُوكُمْ من الأمْرِ خُطَّة ً | لها خَمْطَة ٌ فيها السِّمامُ المُثَمَّلُ |
أبَى الله للشُّمّ الأنُوفِ كأنّهُمْ | صوارمُ يجلوها بمؤتة َ صيقلُ |