سيأتي أميرَ المؤمنينَ ودونَهُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سيأتي أميرَ المؤمنينَ ودونَهُ | جماهيرُ حسمى : قورُها وحزونُها |
تُجاوِبُ أصْدَائي بِكُلِّ قَصيدة ٍ | من الشعر مُهْدَاة ٍ لمن لا يُهينها |
أُفحِّمُ فيها آلَ مروانَ إنَّهم | إذا عَمَّ خوفٌ عبدَ شمسٍ حُصونها |
أُسودُ بوادي ذي حماسٍ خوادرٌ | حَوانٍ على الأَشْبَالِ محمًى عرينها |
إذا طلبوا أعلى المكارمِ أدركوا | بِمَا أَدْرَكَتْ أحْسَابُ قَوْمٍ ودينها |
لقد جَهَدَ الأعداءُ فوْتَكَ جُهْدَهُمْ | وَضَافَتْكَ أبكارُ الخُطُوبِ وَعُونها |
فَمَا وَجَدُوا فيكَ ابنَ مَرْوَانَ سَقْطَة ً | ولا جهلة ً في مأزقٍ تستكينُها |
ولَكِنْ بَلَوْا في الجِدِّ منكِ ضريبَة ً | بعيداً ثراها مسمهرّاً وجينُها |
إذا جاوزوا معروفَها أسلمتهُمُ | إلى غَمْرَة ٍ لا يَنْظُرُ العوْمَ نونُها |
إذا ما أرادَ الغزوَ لم تثنِ عزمَهُ | حَصَانٌ عليها نظمُ دُرٍّ يزينُها |
نهَتْهُ فَلَمّا لم تَرَ النّهْيَ عَاقَهُ | بكَتْ فَبَكَى مِمَّا شَجَاهَا قطينُها |
ولم يثنِهِ عندَ الصَّبابة ِ نهيُها | غَدَاة َ استهلَّتْ بالدُّموعِ شؤونُها |
ولكنْ مضى ذو مرَّة ٍ متثبِّتٌ | لسُنّة ِ حقٍّ واضحٍ يسْتَبِينُها |
أشمُّ عميمٌ في العمامة ِ أظهرتْ | حزامتُهُ أجْلاَدَ جسمٍ يُعينُها |
وصدقَ مواعِيدٍ إذا قيل إنّما | يُصَدِّقُ موعودَ المغيبِ يقينُها |
فَتًى أخْلصَتْهُ الحَرْبُ حتَّى تقلَّبتْ | كما أَخلَصَتْ عَضْباً بضربٍ قيونها |
وَهُمْ يَضْرِبُون الصَّفَّ حتَّى يُثبِّتوا | وهم يُرْجِعُون الخَيْلَ جُمّاً قرونها |