خَلِيلَيَّ عُوجَا مِنْكُما سَاعة ً مَعِي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
خَلِيلَيَّ عُوجَا مِنْكُما سَاعة ً مَعِي | عَلَى الرَّبْعِ نَقْضِ حَاجَة ً وَنُوَدِّعِ |
وَلاَ تَعْجَلاَني أَنْ أُلِمَّ بدِمْنَة ٍ | لعزَّة َ لاحتْ لي ببيداءَ بلقعِ |
وقولا لقلبٍ قدْ سلا راجعِ الهوى | وَلِلْعَيْنِ أَذْرِي مِنْ دُموعِكِ أَوْ دَعِي |
فلا عيشَ إلاّ مثلُ عيشٍ مضى لنا | مصيفاً أقمنا فيهِ من بعدِ مربعِ |
تفرَّقَ أُلاَّفُ الحَجِيجِ على مِنًى | وشتّتَهُمْ شَحْطُ النَّوَى مَشْتيَ أَرْبَعِ |
فلمْ أرَ داراً مثلها دارَ غبطة ٍ | وملقى ً إذا التفَّ الحجيجُ بمجمعِ |
أقَلَّ مُقِيماً رَاضِياً بِمَكَانِهِ | وأَكْثَرَ جاراً ظَاعِناً لَمْ يُوَدَّعِ |
فأَصْبَحَ لا تَلْقَى خِباءً عَهِدْتَهُ | بمضربِهِ أوتادُهُ لم تُنزَّعِ |
فشاقوكَ لمّا وجّهوا كلَّ وجهة ٍ | سراعاً وخلَّوا عنْ منازلَ بلقعِ |
فريقانِ: منهمْ سالكٌ بطنَ نخلة ٍ | وآخرُ منهمْ جازعٌ ظهر تضرُعِ |
كأنَّ حُمُولَ الحيِّ حِينَ تَحَمَّلُوا | صَرِيمة ُ نخلٍ أو صَرِيمة ُ إيدَعِ |
فإنّك عمري هل رأيتَ ظعائناً | غَدَونَ افْتِرَاقاً بالخليطِ المودَّعِ |
ركبنَ اتّضاعاً فوق كلِّ عُذافرٍ | من العيسِ نضّاحِ المعدَّينِ مربعِ |
تُوَاهِقُ واحْتَثَّ الحُدَاة ُ بِطَاءَهَا | على لاحبٍ يعلو الصياهبَ مهيَعِ |
جَعَلْنَ أَرَاخيَّ البُحيرِ مَكَانهُ | إلى كُلِّ قَرٍّ مُسْتطِيلٍ مُقَنَّعِ |
وفيهنَّ أشباهُ المها رعتِ الملا | نَوَاعِمُ بِيضٌ في الهوى غيرُ خُرَّعِ |
رَمَتْكَ ابنة ُ الضَّمريِّ عزَّة ُ بعْدما | أمَتَّ الصّبى مِمَّا تَرِيشُ بأقطعِ |
تغاطشُ شكوانا إليها ولا تعي | مع البخلِ أحناءَ الحديثِ المُرجَّعِ |