أَشَاقَكَ بَرْقٌ آخِرَ اللَّيْلِ خَافِقُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَشَاقَكَ بَرْقٌ آخِرَ اللَّيْلِ خَافِقُ | جرى منْ سناهُ بينة ٌ فالأبارقُ |
بكيّاً لصوتِ الرعدِ خرسٌ روائعٌ | وَنَعْقٍ وَلَمْ يُسْمَعْ لَهُنَّ صَوَاعِقُ |
قَعَدْتُ لَهُ حَتَّى عَلاَ الأفْقَ مَاؤُهُ | وسالَ بفعمِ الوبلِ منه الدَّوافقُ |
يُرَشِّحُ نبتاً نَاعِماً ويزِينُهُ | ندى ً وليالٍ بعدَ ذاكَ طوالقُ |
وَكَيْفَ تُرَجِّيَها وَمِنْ دُونِ أرْضِهَا | جبالُ الرُّبا تلكَ الطِّوالُ البواسقُ؟ |
حَوَاجِرُهَا العُليا وأَرْكَانُها التي | بها من مَغَافِيرِ العِنَازِ أَفَارِقُ |
وأنتِ المُنى يَا أُمَّ عَمروٍ لو کنّنا | نَنَالُكِ أوْ تُدْني نَوَاكِ الصَّفَائِقُ |
لأَصْبَحْتُ خِلْواً من هُمُومٍ وَمَا سَرَتْ | عليَّ خيالاتُ الحبيبِ الطَّوارقُ |
بِذِي زَهَرٍ غَضٍّ كأَنَّ تِلاَعَهُ | ـ إذا أشْرَفَتْ حجراتهنَّ ـ النَّمارقُ |
إذا خرجتْ من بيتها راقَ عينها | معوَّذهُ ، وأعجبتها العقائقُ |
حلفتُ بربِّ الموضعينَ عشيَّة ً | وغيطانُ فلجٍ دونهمْ والشّقائقُ |
يَحُثُّونَ صُبْحَ الحُمْرِ خُوصاً كأَنَّها | بنخلة َ من دونِ الوجيفِ المطارقُ |
سراعٌ إذا الحادي زقاهنَّ زقية ً | جَنَحْنَ كما استُلّتْ سُيُوفٌ ذوالِقُ |
إذا قرّطوهنَّ الأزمَّة َ وارتدوا | أَبَيْنَ فَلَمْ يَقْدِرْ عليهنَّ سابقُ |
إذا عزم الرَّكبُ الرّحيلَ وأشرفت | لهنَّ الفيافي والفجاجُ الفياهقُ |
على كُلِّ حُرْجُوجٍ كأنَّ شَلِيلَها | رُواقٌ، إذا ما هجَّر الرَّكبُ، خافقُ |
لقد لَقِيَتْنَا أمُّ عمروٍ بصادِقٍ | من الصَّرمِ، أو ضاقتْ عليهِ الخلائقُ |
سوى ذكرة ٍ منها إذا الرّكبُ عرّسوا | وَهَبّتْ عَصَافِيرُ الصّريمِ النّواطقُ |
ألمْ تسألي يا أمَّ عمروٍ فتُخبَري | سلمتِ، وأسقاكِ السَّحابُ البوارقُ |