ألا أنْ نَأتْ سَلْمَى فأنْتَ عَمِيدُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألا أنْ نَأتْ سَلْمَى فأنْتَ عَمِيدُ | ولمّا يُفدْ منها الغداة َ مفيدُ |
ولستَ بممسٍ ليلة ً ما بقيتَها | وَلا مُصْبِحٌ إلا صِبَاكَ جَدِيدُ |
دِيَارٌ بَأَعْنَاءِ السُّرَيْرِ كأنَّمَا | عَلَيْهِنَّ في أَكْنَافِ غَيْقَة شِيدُ |
تَمُرُّ السّنونَ الخَالِيَاتُ وَلاَ أَرَى | بصَحْنِ الشَّبا أطَلاَلَهُنَّ تبيدُ |
فَغَيْقَة ُ فَالأكْفَالُ أكْفَالُ ظَبْيَة ٍ | تظلُّ بها أدمُ الظِّباءِ ترودُ |
وَخَطْبَاءُ تَبْكِي شَجْوَهَا فَكَأَنَّهَا | لها بالتّلاعِ القَاوِيَاتِ فقيدُ |
كما استلعبتْ رأدَ الضُّحى حميريّة ٌ | ضَرُوبٌ بكفَّيها الشِّرَاعَ سَمُودُ |
لياليَ سُعْدى في الشَّبابِ الذي مضى | ونِسْوَتُها بِيضُ السَّوالفِ غيدُ |
يُباشرْنَ فأرَ المِسْكِ في كُلِّ مهجَعٍ | ويُشرقُ جاديٌّ بهنَّ مفيدُ |
فدَعْ عَنْكَ سَلْمَى إذْ أتَى النأيُ دُونَها | وأنتَ امرؤٌ ماضٍ -زعمتَ- جليدُ |
وَسَلِّ هُمُومَ النَفسِ إنَّ عِلاَجَها | إذا المرءُ لم ينبَل بهنَّ شديدُ |
بعيساءَ في دأياتِها ودُفوفِها | وحارِكِها تحتَ الوليِّ نُهودُ |
وفي صَدْرِهَا صَبٌّ إذا مَا تَدَافَعَتْ | وفي شعْبِ بَيْنَ المِنْكَبَيْنِ سُنُودُ |
وَتَحْتَ قُتُودِ الرَّحْلِ عَنْسٌ حَرِيزَة ٌ | عَلاة ٌ يُباريها سَوَاهِمُ قُودُ |
تراها إذا ما الرَّكبُ أصبحَ ناهلاً | ورُجّيَ وِرْدُ الماءِ، وَهْوَ بَعِيدُ |
تزيفُ كما زافتْ إلى سلفاتِها | مُباهِيَة ٌ طَيَّ الوِشاحِ مَيُودُ |
إليكَ أبَا بكرٍ تَخُبّ بِرَاكِبٍ | على الأيْنِ فَتْلاءُ اليَدَيْنِ وَخُودُ |
تَجُوزُ رُبَى الأصْرَامِ أصْرَامِ غَالِبٍ | أقولُ ـ إذا ما قيل أين تريدُ ـ: |
أُريدُ أبا بكرٍ وَلَوْ حَالَ دُونَهُ | أماعزُ تغتالُ المطيَّ وبيدُ |
لِتَعْلَمَ أنّي لِلْمَوَدَّة ِ حَافِظٌ | وَمَا لِلْيَدِ الحُسْنَى لَدَيَّ كُنودُ |
وإنَّكَ عندي في النّوالِ وغيرِهِ | وفي كلِّ حالٍ ما بقيتَ حميدُ |
فآلاءُ كَفٍّ مِنْكَ طَلْقٍ بَنَانُهَا | ببذلكَ إذْ في بعضهنَّ جُمودُ |
وآلاءُ مَنْ قدْ حالَ بيني وبينهُ | عدى ً ونقاً للسّافياتِ طريدُ |
فلا تبعُدنْ تحت الضَّريحة ِ أعظُمٌ | رَمِيمٌ وأثوابٌ هُنَاكَ جُرودُ |
بما قد أرى عبدَ العزيزِ ونجمُهُ | إذا نلتقي طلقُ الطُّلوعِ سعودُ |
لَهُ مِنْ بَنيهِ مَجْلِسٌ وَبَنيهمُ | كِرَامٌ كأطْرَافِ السُّيوفِ قُعودُ |
فما لامرىء ٍ حيٍّ وإنْ طَالَ عُمْرُهُ | ولا للجبالِ الرّاسياتِ خلودُ |
وأنت أبَا بَكْرٍ صفيّيَ بَعْدَهُ | تحنّى على ذي وُدِّهِ وتعودُ |
وأنتَ امرؤٌ أُلهمتَ صدقاً ونائلاً | وأورثكَ المجدَ التليدَ جدودُ |
جُدُودٌ من الكَعْبَينِ بِيضٌ وُجُوهُها | لهم مأثُراتٌ مجدُهنَّ تليدُ |