مَملُوكُكَ اليَومَ أبو حُبّه،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مَملُوكُكَ اليَومَ أبو حُبّه، | مجتهدٌ في خسة ِ النفسِ |
يزاحمُ الجمالَ في قوتهِ، | ويَخزِنُ الفَلسَ على الفَلسِ |
يأكُلُ والغِلمانَ في يَومِهِ، | فضلة َ ما قد كانَ بالأمسِ |
يودّ يمسي عرضهُ مطلقاً، | ومالُهُ المَوفُورُ في حَبسِ |
لا يعرفُ الحمامَ لكنهُ | في البيتِ يحمي الماءَ في الشمسِ |
إذا رأى في قدرهِ لحمة ً، | تلا عليها آية َ الكرسي |
وإنْ رأى في بيتهِ فارة ً | بادَرَها بالسّيفِ والتّرسِ |
يُجِلّ أن تُدرِكَ رُغفانَهُ | حواسُ من يأتيهِ بالخمسِ |
بالسّمعِ والأبصارِ والشّم قد | تدركُ على الزادِ من الكبسِ |
فإنْ أتَى ضَيفٌ على غِرّة ٍ، | قابلهُ بالتعسِ والنكسِ |
يلقاهُ بالترغيبِ في الإحتما، | وبعدهُ الخبزِ والدبسِ |
فإنّ تعدّ أكلهُ لقمة ً، | رأيتَ في أضلاعِهِ رَفسِي |
فهَذِهِ الأوصافُ مَكسوبَة ٌ، | أدرَكَها في غُربَتي حِسّي |
قد عَلِمَ السّلطانُ من قَبلِها | أنّيَ من ذلكَ بالعَكسِ |
ولم أزلْ في رحبِ أكنافهِ | أقُولُ باللّذّاتِ واللُّبسِ |
وإن تراءتْ في يدي بدرة ٌ، | أتلفتها في مجلسِ الأنسِ |
فمُذ ثَناني الدّهرُ عن رَبعِهِ، | ولم يكن ذلكَ في حَدسِي |
وجُزتُ في المَتجَرِ مع مَعشَرٍ | هَمّهُم في الضّبطِ والبَخسِ |
طوراً على الرومِ أرى بينهم، | وتارَة ً في بَلَدِ الفُرسِ |
أحبّ من في نفسه خسة ٌ، | والجنسُ ميالٌ إلى الجنسِ |
ولم أكنْ مستحدثاً نعمة ً | أفضَى بيَ السّعدُ إلى نَحسِ |
لكنّ شَمسَ الدّينِ مُذ ملّني، | صَوّحَ نَبتي وذَوَى غَرسِي |
كذاكَ كلّ النبتِ من شأنهِ | يفسدهُ البعدُ عن الشمسِ |