حذراً عليكَ من الفعالِ الجافي،
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
حذراً عليكَ من الفعالِ الجافي، | أدنيكَ مجتهداً إلى الإنصافِ |
وأودّ فعلكَ للجميلِ مخافة ً، | إنّ الطبيعة َ للمسيءِ تكافي |
يا شائنَ الحُسنِ البَديعِ ببدعَة ِ الـ | ـهجرِ الشنيعِ وكثرة ِ الإخلافِ |
لا تقرننّ الحسنَ منكَ بضدهِ، | إنّ الإساءَة َ للجمالِ تنافي |
يا جامعَ الوردِ الجنيّ، ومائهِ | في الخدّ، لمْ أشربتَ ماءَ خلافِ |
يا عاذلي في الحبّ لمّا أن رأى | وجدي وبشري في الهوى بتلافي |
لو سرتُ في قدسِ المحبة ِ حافياً، | لعلمتَ كيفَ يكونُ بشرُ الحافي |
إنّ الذي أضحتْ صوارمُ لحظهِ | تَحمي مَراشفَهُ من التّرشافِ |
لو شاءَ أن يَشفي المحبَّ سَقاهُ من | تلكَ الشّفاهِ بأوّلِ الأعرافِ |
فسَقَى رُبَى المَرجِ الأنيقِ ولالشٍ، | والعينَ صوبَ الوابلِ الوكافِ |
أرضاً حَلَلتُ مُمَتَّعاً في أهلِها، | فكأنّهم إلفايَ، أو أحلافي |
ما زلتُ في جديدِ سوالفٍ | منها، وطَوراً في عَتيقِ سُلافِ |
من كلّ مٍّجدولِ القَوام مُهَفهَفٍ، | فَحلِ اللّحاظِ مُخَنَّثِ الأعطافِ |
من فتية ِ الكردِ الذينَ لجدّهم | شَرَفٌ مُنافٍ أهلَ عَبدِ مَنافِ |
قومٌ إذا اسروا الملوكَ بأرضهمْ، | جَعَلُوا الشّعورَ حَمائلَ الأسيافِ |
غصبوا الوعولَ بها القيانَ ووطدوا | وَعرَ الذّرى بتَسهّلِ الأكنافِ |
وبنوا على قللِ الجبالِ بيوتهم، | إنّ البقاعَ منازلُ الأشرافِ |
خَلَفَتْ عيونُهُمُ السّهامَ، ولم أخَل | أنّ القُلوبَ لها من الأهدافِ |
ورَنَوا بأجفانٍ ضِعافٍ في الوَغَى ، | لكنّها في الفتكِ غيرُ ضعافِ |
حمَلوا البُدورَ على الغُصونِ وكَلّفوا | ضعفَ الخصورِ تحملَ الأحقابِ |
عقدوا البنودَ على الخصورِ فأظهرتْ | ما كانَ مجهولاً من الأردافِ |
وتسربلوا بدجى الشعورِ، فأسبلوا، | فوقَ الصباحِ، مدارعَ الأسدافِ |
وتتوجوا بقلانسٍ محمرة ٍ، | جَعدٌ على سَبَطِ الأثيثِ الصّافي |
حمرٌ على سودِ الشعورِ، كأنها | شفقٌ على بحرِ الدجنة ِ طافِ |
قُل للذي أخذَتْ مَناطقُ خَصرِهِ | من فَرعِهِ خَبراً عَنِ الأشنافِ |
إن يزهُ خصرط بالوشاحِ فقد زهتْ | بفنى وشاحٍ سائرُ الأطرافِ |
الحاكمُ الحكمُ الذي شهدتْ لهُ | أعداؤهُ بالعَدلِ والإنصافِ |
قاضٍ، إذا التَبَستْ حقيقَة ُ مُشكِلٍ | أبدتْ لهُ الآراءُ ما هوَ خافِ |
وإذا أفاضَ البحثَ ساقطَ لفظهُ | دُرَراً تُنَزّهُها عَنِ الأصدافِ |
وإذا المسائلُ في الجدالِ تعرضتْ | بالعيّ أقبَلَ بالجَوابِ الشّافي |
مولًى طوارفُ مالهِ وتلادهُ | وَقفٌ على الإسعادِ والإسعافِ |
طبعَ الأنامُ على الخلافِ وجودهُ، | في النّاسِ، مسألَة ٌ بغَيرِ خِلافِ |
بذلَ النضارَ مع اللجينِ وعرضهُ | في الصونِ كاسمِ أبيهِ في الأوصافِ |
يُبدي اهتزازاً للمَديحِ، كأنّما | عُوطي، وحاشاهُ، كؤوسَ سُلافِ |
ولربما جلّى العجاجَ بسيفهِ، | والنقعُ أحلكُ في جناحِ غدافِ |
من فوقِ يعبوبٍ لهُ يومَ الوغَى | سَبقُ القَطا، وتَقَلّبُ الخطّافِ |
يَنمي إلى القَومِ الذينَ إذا سَطَوا، | أغنَتْ عَزائمُهُم عن الأسيافِ |
يتَهافَتونَ على القِراعِ وفي النّدى | يتَهافَتونَ على قِرى الأضيافِ |
أعناهمُ عن رفعِ نيرانِ القرى | ذكرٌ لهم عالٍ، وشكرٌ وافِ |
لا عيبَ فيهم غيرَ أنّ نوالهم، | في النّاسِ، مَنسُوبٌ إلى الإسرافِ |
مولايَ، تاجَ الدينِ، يا من حلمهُ | وسماحهُ يغني عن استعطافي |
كيفَ استَخرتَ سَماعَ ما نقلَ العِدى | عنّي، وذلكَ للصحيحِ ينافي |
أفصحَّ أنّ الذئبَ آكلُ يوسفٍ، | أوَلَيسَ فيهِ لَكُم دَليلٌ كافِ |
حتى تُقاسَ علَيهِ كلّ رَفيعَة ٍ | رفعَ السعاة ُ بها إلى الأشرافِ |
ولقد بسطتُ العذرَ عندكَ فاعتبرْ | مبسوطهُ من رأيكَ الكشاف |
كم طالبٍ عَفواً، وليسَ بمُذنبٍ، | ومُقَدّمٍ عُذراً، وليسَ بهافِ |
ومُؤنَّبٍ في الانقِطاعِ، وإن غَدا | مُتَجافياً خَجَلاً، فلَيسَ بجافِ |
ولربّ جانٍ، وهوَ غَيرُ مُجانِبٍ، | ولربّ وافٍ، وهوَ غيرُ مُواف |
شكراً لواشٍ أو جبتْ أقوالهُ | حَجّي لكَعبَة ِ رَبّكُم وطَوافي |
بعدٌ جنيتُ القربَ من أغصانِهِ، | وسكينة ٌ حلصتْ من الإرجافِ |
ولربما عوتِ الكلابُ، فأرشدتْ | نحوَ الكرامِ شواردَ الأضيافِ |
دَعْ عَنكَ ما اختَلفَ الوَرى في نَقلِهِ | عنّي وخذْ مدحاً بغيرِ خلافِ |
مَدحاً، أتاكَ، ولا يَرومُ إجازَة ً، | إلاَّ المَوَدّة َ والضّميرَ الصّافي |