ملكتَ ببعضِ بركَ رقّ شكري،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ملكتَ ببعضِ بركَ رقّ شكري، | وفكّ سَماحُ كفّكَ قَيدَ أسرِي |
فإن خَفّفتَ بالإحسانِ نَهضي، | فقد أثقلتَ بالإنعامِ ظهري |
فما برِحَتْ صِلاتُكَ واصِلاتٍ، | لتنجدني بها وتشدّ أزري |
فقلبكَ في الشدائدِ صدرُ بحرٍ، | وصدركَ في الأوابدِ قلبُ بحرِ |
وكنتُ، إذا أتيتكَ بعدَ بعدٍ، | تُصَدّقُ فيكَ آمالي وزَجرِي |
يُقابلُني نَداكَ ببِشرِ وجهٍ، | ويلقاني رضاكَ بوجهِ بشرِ |
عذرتكَ حينَ حلتْ وأنتَ اعتيادي، | وجوزّ وسعُ صدركَ ضيقَ صدري |
لقد فكرتُ، حتى حارَ فكري، | وقد نَقّبتُ، حتى عيلَ صَبرِي |
فلم أرَ موجباً سخطي، ولكنْ | لَعَلّي قد أسأتُ، ولستُ أدرِي |
فإن أكُ قد اسأتُ لكَ التقاصي، | فلا يَخفَى على مَولايَ عُذرِي |
بأنّ لا يفي بالخرجِ كسبي، | ولَستُ أُضيعُ بالتّقتيرِ عُمرِي |
ولم أكُ باذِلاً للنّاسِ وَجهي، | ولا أنا كاسِبٌ مالاً بشِعرِي |
فاحملَ في التحملِ فوقَ طوقي، | وأبذلَ في التكلفِ فوقَ قدري |
وأشريَ عندكم ماءً بمالٍ، | وأُحرِزَ دائِماً تِبراً بِتِبرِي |
فأكسبَ كلّ شهرٍ خرجَ يومٍ، | وأخرجَ كلّ يومٍ كسبَ شهرِ |
فكيفَ، وقد تولتْ نقصَ كيسي | كؤوسُ الرّاحِ في أيّام فِطرِي |
وطافَ بها ثقيلُ الردفِ طفلٌ، | صَقيلُ السّالفين نحيلُ خَصرِ |
براحٍ ذاتِ جسمٍ من عَقيقٍ، | ويولدُها المزاجُ بناتِ درّ |
فمِن لَهبٍ تَوقّدَ تحتَ ماءٍ، | ومن بَردٍ تَنَضّدَ فوقَ جَمرِ |
أُعاقِرُ كأسَها في كلّ يومٍ، | وأسرفُ لذتي في صرفِ دهري |
ولَيسَ بشاغلي عن زَفّ مَدحي، | ولستُ أخلّ في سكري بشكري |