تنزهُ عتبي عن خطاكَ صوابُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تنزهُ عتبي عن خطاكَ صوابُ، | وصَمتيَ عن رَدّ الجَوابِ جَوابُ |
وما كلّ ذَنبٍ يَحسُنُ الصّفحُ عندَه، | ألا رُبّ ذَنبٍ ليسَ منهُ مَتابُ |
أفي كلّ يومٍ لي إليكَ رسائلٌ، | وفي كلّ وقفة ٌ وعتابُ |
أعللُ روحي بالورودِ على الظما، | وأُطمِعُها بالماءِ، وهوَ سَرابُ |
أتَجعَلُ غَيرِي في هَواكَ مماثلي، | وما كلّ أعلاقِ الخيولِ سكابُ |
إذا كَدّرَتْ وِردي الأسودُ أبَيتُهُ، | فكَيفَ إذا ما كدّرَتهُ كِلابُ |
وما فيهِ من عيبٍ عليّ، وإنّما | عليكَ بهذا لا عليّ يعابُ |
أبَى اللَّهُ أن ألقَى قبيحَكَ بالرّضَى ، | فصبري على ذاكَ المصابِ مصابُ |
إذا اختَلّ ودّ الخِلّ من غَيرِ مُوجبٍ، | فلي نحوَ أهلِ الودّ منه ذهابُ |
وكان غرامي فيكَ، إذ كنتَ وامقاً | بصَوني، كما صانَ الحُسامَ قِرابُ |
وقدرُكَ ما بَينَ الأنامِ مُمَنَّعاً، | لكَ العِزُّ ثَوبٌ، والحَياءُ نِقابُ |
وما بيننا سترٌ يراعى سوى التقَى ، | ولا دونَنا إلاَّ العَفافُ حِجابُ |
فكيفَ وقد أصحبتَ في الحيّ مهملاً | لكلّ مُريدٍ نحوَ وَصلِكَ بابُ |
فلا تدعني للقربِ منكَ جهالة ً، | فَمَا كلّ داعٍ في الأنامِ يُجابُ |
وليسَ فراقٌ ما استَطعتُ، فإن يكنْ | فراقً على حالٍ، فليسَ إيابُ |