بَدَتْ تَختالُ في ذَيلِ النّعِيمِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
بَدَتْ تَختالُ في ذَيلِ النّعِيمِ، | كما مَالَ القَضيبُ مَعَ النّسيمِ |
وأشرَقَ صبحُ واضِحِها فوَلّى | هزيعُ الليلِ في جيشٍ هزيمِ |
وكفُّ الصّبحِ قد سَلّتْ نِصالاً، | تخرقُ حلة َ الليلِ البهيمِ |
وأججَ من شعاعِ الشمس ناراً، | أذابَ لهيبُها بَردَ النّجومِ |
فتاة ٌ كالهِلالِ، فإنْ تَجَلّتْ | أرَتنا البَدرَ في حالٍ ذَميمِ |
وكنتُ بها أحبَّ بَني هِلالٍ، | فمُذ تَمّتْ هَويتُ بَني تَمِيمِ |
بخرصٍ مثلِ عاشقِها نحيلٍ، | وطَرفٍ مثلِ مَوعِدِها سَقيمِ |
وقدٍّ لو يمرّ بهِ نسيمٌ، | لكادَ يؤودهُ مرُّ النسيمِ |
أيا ذاتَ اللَّمَى رِفقاً بصَبٍّ، | يراعي ذمة َ العهدِ القديمِ |
يُعَلَّلُ من وِصالِكِ بالأماني، | ويقنعُ من رياضكِ بالهشيمِ |
نطرتُ إليكِ، فاستأسرتِ قلبي، | فأدرَكَني الشّقاءُ مِنَ النّعيمِ |
فطَرْفي من خُدودكِ في جِنانٍ، | وقلبي من صدودكِ في جحيمِ |
أرى سقيمَ الجفونِ برى فؤادي، | وعلمني مكابدة َ الهمومِ |
لَعَلّ الحبّ يَرفُقُ بالرّعايا، | ويأخُذُ للبريءِ من السّقيمِ |