عيونٌ لها مَرأى الأحبّة ِ إثمِدُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عيونٌ لها مَرأى الأحبّة ِ إثمِدُ، | عَجيبٌ لها في عُمرِها كيفَ تَرمَدُ |
وعينٌ خلتْ من نورِ وجه حبيبِها، | عجبتُ لها، من بعدِه، كيفَ ترقدُ |
ولي لمقلة ٌ قد أنكرَ الغمضَ جفنُها، | وعرفها صرفُ النّوى كيفَ تسهدُ |
تراعي النّجومَ السّائراتِ، كأنّما | تمثلَ فيهنّ المليكُ محمّدُ |
تحاولُهُ بَينَ النّجومِ، لأنّهُ | لرُتبَتِهِ فوقَ الكَواكبِ مَقعَدُ |
مليكٌ، لوَ أنّ الرّيحُ تُشبِهُ جودَهُ، | لما أوشكتْ يوماً من الدهرِ تركدُ |
مبددُ شملِ المالِ، وهوَ مجمعٌ، | وجامعُ شَملِ الحمدِ، وهوَ مُبَدَّدُ |
فلا نَمّقَ الاعذارَ يَوماً لسائلٍ، | ولا قالَ للوُفّادِ: مَوعِدُكم غَدُ |
دَهَتُه المَنايا، وهيَ من دونِ بأسِهِ، | كذا الصارمُ الصمصامُ يفنيهِ مبردُ |
فَيا مَلِكاً قد أطلَقَ الجُودُ ذِكرَهُ، | وكلّ نزيلٍ من نداهُ مقيدُ |
لقد كنتُ للوفادِ وبلاً، وللعدَى | وبالاً، به تشقَى أناسٌ وتسعدُ |
فكم أنشأتْ كفاكَ في المحلِ عارضاً، | وخَدُّ الثّرى من عارضِ الخطبِ أمرَدُ |
وكم أرسلتْ يمناكَ في الحربِ للعدى | سَحابَ نَكال بالصّواهلِ يَرعُدُ |
إذا ما وَنَى مَسراهُ ثِقلاً يَحُثّهُ | جوادٌ وعضبٌ: أجردٌ ومجردُ |
فينظمُ فيها الرمحُ ما السيفُ ناثرٌ، | ويَنثُرُ فيها العَضبُ ما اللّدنُ يَنضِدُ |
فمُفرَدُها من نثرِ سَيفِكَ تَوأمٌ، | وتَوأمُها من نَظمِ رُمحِكَ مُفرَدُ |
وفي معلكِ الآدابِ كم لكَ موقفٌ، | لأهلِ الحجَى منهُ مقيمٌ ومقعدُ |
ولم يَبقَ من آي المَفاخِرِ آيَة ٌ، | ولا غايَة ٌ، إلاّ وعندَكَ تُوجَدُ |
عَليكَ سَلامُ اللَّهِ، لا زالَ سَرمداً | كجودكَ حتى بعدَ فقدِكَ سرمدُ |
فلو خلدَ المعروفُ قبلكَ ماجداً | لكُنتَ بإسداءِ الجَميلِ مُخَلَّدُ |