يا قَضيباً ذوى ، وكانَ نَضِيراً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
يا قَضيباً ذوى ، وكانَ نَضِيراً | ما رأينا لهُ الغَداة َ نَظيرَا |
أظلَمَتْ بعدَهُ الدّيارُ، وقد كا | نَ سِراجاً بها وبَدراً مُنِيرَا |
غَيّبَتهُ الأرضونَ عنّا، وما خِلـ | ـتُ أديمَ التّرابِ يَحوي البُدورَا |
لا ولا خِلتُ أنّ شُهبَ الدّراري | بعدَ أوجِ العُلى تحِلّ القبورَا |
يا حَبيباً، فِراقُهُ أخرَبَ القَلـ | ـبَ، وقد كان مَنزِلاَ مَعمورَا |
فاجأتْنا بالنّدبِ أصواتُ ناعيـ | ـكَ، وكادتْ قلوبنا أن تطيرَا |
فنَفَينا الرّقادَ عن كلّ عَينٍ، | فجّرَتها دُمُوعُها تَفجِيرَا |
ما رأى النّاسُ قبل مثواكَ يوماً | كانَ بالبَينِ شرّهُ مُستَطيرَا |
ولقد خفتُ من فراقِكَ يوماً | باكياً بالثّبورِ يَنعَى ثَبيرَا |
فبرغمي أنْ لا أرى منك وجهاً | يرجعُ الطرفُ من سناه حسيرَا |
كنتَ ريحانَة َ القُلوبِ، فقد دا | رَبكَ التربُ عنبراً وعبيرَا |
كنتَ شَهماً معَ الحَداثَة ِ في السّـ | ـنّ، وجلداً على البلاءِ صبورَا |
وحملتَ الأثقالَ عنّي فأمسَى | بكَ طَرفي بينَ الأنامِ قَريرَا |
فجزاكَ الإلهُ عن ذلكَ الصبـ | ـرِ على الهولِ جنّة ً وحريرَا |
وأراكَ الإلَهُ في جَنّة ِ الخُلدِ | نَعيماً بها ومُلكاً كَبيرَا |