جبالٌ بأرياحِ المنية ِ تنسفُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
جبالٌ بأرياحِ المنية ِ تنسفُ، | غدتْ وهي قاعٌ في الوقائعِ صفصفُ |
محتها رياحٌ للمنونِ عواصفٌ، | على أنها لا تتقَى حينَ تعصفُ |
أفي كلّ يومٍ للمنية ِ غارة ٌ، | تغيرُ على سربِ النفوسِ فتخطفُ |
كأنّ حبالَ الساحرينَ نفوسنا، | وتلكَ عصا موسَى لها تَتَلَقّفُ |
أغارتْ على الأقيالِ من آلِ سنبسٍ، | فأصبَحَ فيهمْ صرفُها يتَصَرّفُ |
رجالٌ، لو أنّ الأسدَ تخشَى ديارُهم | لكنتُ عليها منهمُ أتَخَوّفُ |
شموسٌ أرانا الموتُ في التُّرب كسفَها، | وما خلتُ أن الشمس في التربِ تكسفُ |
أتاها، فلَم تُدفع من السّيفِ وقعَة ٌ، | ولم يغنِ منهُ السابريُّ المضففُ |
ولا الخَيلُ تَجري بينَ آذانِها القَنا، | تُقَرَّطُ من خُرصانِهِ وتُشَنَّفُ |
ولا ردّ عن نفسِ ابنِ حمزة جاشُها | ولا الجيشُ من أمواجِهِ الأرضُ ترجُفُ |
ولا صارمٌ ماضي الغرارِ بكفة ِ، | مَضارِبُهُ في الرّوعِ بالدّمِ تَرعَفُ |
عروفٌ بأحوالِ الضّرابِ تؤمهُ | عزيمَهُ شَهمٍ منهُ بالضّربِ أعرَفُ |
ألا في سبيلِ المجدِ مصرعُ ماجدٍ | ثِمارُ الأماني مِن أيادِيهِ تُقطَفُ |
إذا ما أرادَ الضدُّ غاية َ ذمهِ | تَوصّل حتى قال: في الجودِ مُسرفُ |
تصَدّعَ قلبُ البرقِ يومَ مُصابِهِ، | ألَستَ تَراهُ خافِقاً حينَ يَخطَفُ |
وما زالَ بدرُ التمّ يلطمُ وجههُ | على فَقدِهِ حتى اغتَدَى ، وهوَ أكلفُ |
فيا هالكاً قد أطمعَ الخطبَ هلكهُ، | وكانَ بهِ طرفُ النوائبِ يطرفُ |
لقد كنتَ حصناً مانعاً بكَ نلتجي | حذارَ العِدى ، واليومَ باسمِكَ نحلفُ |
فإن كنتَ في أيامِ عيشكَ كعبة ً | يلاذُ به، فاليومَ ذكرُك مصحفُ |
فبعدَكَ لا شَملُ اللُّهَى مَتفَرّقٌ، | بجُودٍ، ولا شَملُ العُلى مُتألّفُ |
سأبكيكَ بالعزّ الذي كنتَ ملبسي، | وكنتُ بهِ بينَ الوَرَى أتَصرفُ |
وأنزفُ من حزني دمي لا مدامعي، | وأيُّ دمٍ أبقيتَ فيّ فينزفُ |
سقَى اللَّهُ تُرباً ضَمّ جِسمَكَ وابِلاً | يُنَمّقُ رَوضاً بَردُهُ ويُفَوِّفُ |
إذا أنكَرَتْ أيدي البِلى عَرَصاتِه، | يَنمّ على أرجائِهِ، فيُعَرِّفُ |