أطعتُ داعي الهَوى رَغماً على العاصِي،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أطعتُ داعي الهَوى رَغماً على العاصِي، | لمّا نزلنا على ناعورة ِ العاصِي |
وباتَ لي بمغاني أهلِها، وبها | شُغلانِ عن أهلِ شَعْلانٍ وبَغْراصِ |
والرّيحُ تَجري رُخاءً فوقَ جَدوَلِها، | والطّيرُ ما بَينَ بَنّاءٍ وغَوّاصِ |
وقد تلاقتْ فروعُ الدوح، واشتبكتْ | كأنذما الطيرُ منها فوقَ أقفاصِ |
تدارُ ما بيننا حمراُ صافية ً، | كانتْ هَدايا يَزيدٍ من بَني العاصِ |
مع شادنٍ ربّ أقراطٍ ومنطقة ٍ؛ | وقَينَة ٍ ذاتِ أحجالٍ وأخراصِ |
تدنيهِ كفّي، فيثني جيدهُ مرحاً، | كأنّهُ جُؤذَرٌ في كفّ قَنّاصِ |
وكم لدينا بها شادٍ وشادية ٍ | تشجي، وراقصة ٍ تعصو ورقاصِ |
إذا ثناها نسيمُ الرقصِ من مرحٍ، | عجبتَ من هزّ أغصانٍ وأدعاصِ |
يا قاطعَ البيدِ يطويها على نجبٍ، | لم تبقِ منها الفيافي غيرَ أشخاصِ |
إذا وردتَ بها شاطي الفراتِ، وقد | نكّبتَ عن ماءِ حَورانٍ وقيّاصِ |
وجُزتَ بالحِلّة ِ الفَيحاءِ مُلتَمِحاً | آرامَ سِربٍ حَمتَها أُسدُ عيّاصِ |
فقفْ بسعديها المشكورِ منشأهُ، | سعدِ بنِ مزيَدَ لا سَعدِ بنِ وَقّاصِ |
واقرَ السلامَ على من حلّ ساحتهُ، | وصِفْ ثَنائي وأشواقي وإخلاصِي |
واخبرْ بأنّي، وإن أصبحتُ مبتنياً | مجداً وأغليَ قدري بعدَ إرخاصِي |
صابٍ إلى نحوِكم صَبٌّ بحبّكمُ، | محافظُ الودّ للداني وللقاصِي |