يا تائهون على الدروب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
غرباء ، لكنْ ربُّنا اللهُ | الله ! نِعْمَ الناصرُ اللهُ |
ما يَنْقِمُ الحجرُ الضَّريرُ مِنَ ال | قَمَرِ الُمنيرِ ؟ وفيمَ عاداه ؟ |
عَلَتِ المنازلُ يا بُدورُ على | مَنْ لَمْ تَزَلْ في الوحْلِ رِجْلاهُ |
والنهرُ يَضْحَكُ للرودِ وفي الصَّ | خْرِ الأَصَمِّ يَشُقُّ مَجْراهُ |
مُلِئَتْ خَفافيشُ الدُّجى هَلَعاً | وضفادعُ السَّبئيِّ إياهُ |
جُنَّ اليهودُ وقد رأوا عُمراً | قَدْ عادَ حَرْبَتُهُ بيُمْناهُ |
هذا الزمانُ زُمانُنا ... قَدَراً | وإذا الظَّلام أَبى حَرَقْنَاهُ |
يا للشهيد ! كأئَّهُ ملَكٌ | دُنياهُ شامخةٌ وأُخراهُ |
لله درُّ أبيهِ من بَطَلٍ | كالكوكب الدُّرِّيِّ تَلْقاه |
مِسْكُ الجِنانِ يفوحُ مِنْ دَمِهِ | والبدرُ يسطعُ مِنْ مُحَيَّاهُ |
في الأرض نَدْفِنُهُ وفي قممِ ال | فِردوس عندَ اللهِ مَحْياهُ |
ليلاهُ حَورْاءُ الجنانِ إذا | كلُّ امْرىءٍ شَغَفَتْهُ ليلاهُ |
هذا الشهيد ... ألسْتَ تعْرفُه ؟ | ألعِزُّ بين يديهِ والجاهُ |
الأرضُ في عينيه خَرْدَلةٌ | وعلى عبيدِ الأرض نعلاهُ |
سَقْياً لأوَّلِنا وآخِرِنا | ولمنْ بظَهْرِ الغيْب نَهْواهُ |
سَقْياً لوَحْدتنا وفطْرتِنا ال | بيضاءِ والصفحاتُ أشباهُ |
إذْ كالمجرَّة نحنُ تَقْدُمُنا | أقمارُ مكةَ صانها اللهُ |
كنا الحَيَا ما حَلَّ في بَلَدٍ | إلا بإذنِ اللهِ أحياهُ |
كمْ مزَّقَ النِّيْرُ الرقاب فَلَم | تَكُ ساعةٌ حتى سَحَقْناهُ |
وكلامُ ربعيِّ ؛ أَتَذْكُرُه ؟ | طيِّبٌ تمنّى الطِّيبُ رَّياهُ |
العِزُّ في كَنَفِ العزيز ومَنْ | عبَدَ العَبِيْدَ أذَلَّه اللُه |