ألا يا حَماماتِ الأراكَة ِ والبَانِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألا يا حَماماتِ الأراكَة ِ والبَانِ | ترَفّقْنَ لا تُضْعِفْنَ بالشجوِ أشجاني |
ترَفّقْنَ لا تُظهرنَ بالنّوح والبُكا | خفيَّ صباباتي ومكنونَ أحزاني |
أُطارحُها عند الأصيلِ وبالضحى | بحنَّة ِ مشتاقٍ وأنَّة ِ هيمانِ |
تَنَاوَحَتِ الأرواحُ في غَيضَة ِ الغَضا | فمالتْ بأفنانٍ عليَّ فأفناني |
وجاءتْ منَ الشَّوقِ المبرَّحِ والجوى | ومن طُرَفِ البَلْوَى إليّ بأفْنانِ |
فمَن لي بجمعٍ والمحصَّب مِن مِنًى | ومَنْ لي بِذاتِ الأثْلِ مَنْ لِي بنَعْمان |
تطوفُ بقلبي ساعة ً بعدَ ساعة ٍ | لوَجدٍ وتبريحٍ وتَلثُمُ أركاني |
كما طاف خيرُ الرُّسلِ بالكعبة ِ التي | يقولُ دليلُ العقْلِ فيها بنُقصَانِ |
وقبّلَ أحجاراً بها، وهو ناطقٌ | وأينَ مَقامُ البيتِ من قدرِ إنسانِ |
فكَم عَهِدَتْ أن لا تحولَ وأقسمتْ | وليس لمخضوبٍ وفاءٌ بأيمانِ |
ومنْ أعجبِ الأشياءِ ظبى ُ مبرقعُ | يشيرُ بعنَّابٍ ويومي بأجفانِ |
ومَرعاهُ ما بينَ التّرائِبِ والحَشَا | ويا عَجَباً من روضة ٍ وَسَطَ نيرانِ |
لقدْ صارَ قلبي قابلاً كلَّ صورة ٍ | فمَرْعًى لغِزْلاَنٍ وديرٌ لرُهْبانِ |
وبَيْتٌ لأوثانٍ وكعبة ُ طائفٍ، | وألواحُ توراة ٍ ومصحفُ قرآنِ |
أدينُ بدينِ الحبِّ أنَّى توجَّهتْ | رَكائِبُهُ فالحُبُّ ديني وإيماني |
لنا أُسْوَة ٌ في بِشْرِ هندٍ وأُخْتِهَا | وقيسٍ وليلى ، ثمَّ مي وغيلانِ |