تنكَّرتِ منّا بعدَ معرفة ٍ لمِي
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
تنكَّرتِ منّا بعدَ معرفة ٍ لمِي | وَبَعدَ التّصابي والشّبابِ المُكرَّمِ |
وبعدَ ليالينَا بجوٍّ سُويقة ٍ | فباعجة ِ القِردانِ فالمتثلَّمِ |
وما خفتُ أن تبلى النصيحة ُ بيننَا | بِهَضْبِ القَلِيبِ فالرَّقيِّ فعَيْهَمِ |
فَمِيطي بمَيّاطٍ وَإن شِئْتِ فَانْعَمي | صَباحاً وَرُدّي بيْنَنا الوَصْلَ وَاسلمي |
وإنْ لمْ يكنْ إلاّ كما قلتِ فأُذني | بصرمٍ وما حاولتِ إلاّ لتصرمِي |
لَعَمْري لقد بَيّنْتُ يوْمَ سُوَيقَة ٍ | لمَنْ كانَ ذا لُبٍّ بوجهة ِ منسمِ |
فلا وإلهي ما غدرتُ بذمّة ٍ | وَإنّ أبي قبلي لَغَيرُ مُذَمَّمِ |
بُجَرِّدُ في السِّرْبالِ أبْيَضَ صَارِماً | مُبِيناً لِعَيْنِ النّاظِرِ المُتَوَسِّمِ |
يجودُ ويعطي المالَ منْ غيرِ ضنّة ٍ | وَيضرِبُ أنْفَ الأبْلَخِ المُتغشِّمِ |
يُحِلُّ بِأوْعارٍ وَسَهْلٍ بُيُوتَهُ | لمَنْ نابَهُ من مستجيرٍ ومنعمِ |
محلاًّ كوعساءِ القنافذِ ضارباً | بهِ كنفاَ كالمخدِرِ المتأجِّمِ |
بجنبِ حبيِّ ليلتينِ كأنّما | يُفرِّطُ نَحْساً أوْ يُفِيضُ بِأسهُمِ |
يجلجِلُها طورينِ ثم يُفيضها | كما أُرسلَتْ مخشوبة ٌ لمْ تقوَّمِ |
تمَتَّعْنَ من ذاتِ الشُّقوقِ بِشَرْبَة ٍ | وَوَازَنَّ مِنْ أعْلى جُفافَ بِمَخرِمِ |
صَبَحْنَ بَني عَبْسٍ وَأفْناءَ عامِرٍ | بِصَادِقَة ٍ جَوْدٍ مِنَ الماءِ وَالدّمِ |
لحينَهُم لحيَ العصَا فطردتَهُم | إلى سنة ٍ جرذانُها لمْ تحلَّمِ |
بأرعَنَ مثلِ الطّودِ غيرِ أُشابة ٍ | تناجزَ أُولاهُ ولم يتصرَّمِ |
وَيخْلِجْنَهُمْ من كلّ صَمْدٍ وَرِجْلة ٍ | وكل غَبيطٍ بِالمُغِيرَة ِ مُفْعَمِ |
فَأعْقَبَ خَيْراً كلُّ أهْوَجَ مِهرَجٍ | وكلّ مفدّاة ِ العُلالة ِ صلدَمِ |
لعمرُكَ إنّا والأحاليفُ هؤلاً | لفي حقبة ٍ أظفارُها لم تُقلَّمِ |
فإنْ كنتَ لا تدعو إلى غيرِ نافعٍ | فدعني وأكرمِ من بدا لك واذأمِ |
فعندي قُروضُ الخيرِ والشرّ كلِّهِ | فبؤسَى لدى بُؤسى ونُعمى لأنعُمِ |
فمَا أنا إلاّ مستعدٌّ كما ترَى | أخُو شُرَكيِّ الوِرْدِ غَيْرُ مُعَتَّمِ |
هِجاؤكَ إلاّ أنّ مَا كانَ قد مضَى | عَلَيّ كَأثْوَابِ الحَرَامِ المُهيْنِمِ |
ومُستعجبٍ ممّا يرَى منْ أناتِنا | ولوْ زينتهُ الحربُ لمْ يترمرَمِ |
فإنّا وجدنا العِرضَ أحوجَ ساعة ً | إلى الصَّوْنِ من رَيْطٍ يَمانٍ مُسَهَّم |
أرَى حَرْبَ أقوَامٍ تَدِقّ وَحَرْبَنَا | تجلُّ فنعروري بها كلَّ معظمِ |
ترَى الأرضَ منّا بالفضاءِ مريضة ً | مُعَضِّلة ً مِنّا بجَمْعٍ عرَمرَمِ |
وإنْ مُقرمٌ منّا ذرا حدُّ نابهِ | تَخَمّطَ فِينا نابُ آخَرَ مُقرَمِ |
لنا مرجمٌ ننفي بهِ عنْ بلادِنا | وكلُّ تميمٍ يرجمونَ بمرجمِ |
أُسَيّدُ أبْناءٌ لَهُ قد تَتَابَعُوا | نُجُومُ سَماءٍ مِن تميمٍ بمَعْلَمِ |
تركتُ الخبيثَ لم أشاركْ ولم أدقْ | وَلكِنْ أعَفَّ الله مَالي وَمَطْعمي |
فَقَوْمي وَأعْدائي يَظُنّونَ أنّني | متى يحدثوا أمثالَها أتكلّمِ |
رَأتْني مَعَدُّ مُعْلِماً فَتَنَاذَرَتْ | مُبَادَهَتي أمْشي بِرَايَة ِ مُعْلَمِ |
فَتَنهَى ذَوي الأحلام عني حلومُهم | وَأرفَعُ صَوْتي لِلنّعامِ المُصَلَّمِ |
وإنْ هزّ أقوامٌ إليّ وحدّوا | كسوتُهمُ منْ حبرِ بزٍّ متحَّمِ |
يُخَيّلُ في الأعْناقِ مِنّا خزَاية ٌ | أوَابِدُها تَهْوي إلى كلّ موْسِمِ |
وقدْ رامَ بحري بعد ذلك طامياً | مِن الشُّعَرَاء كلُّ عَوْدٍ وَمُقحمِ |
ففاءوا ولوْ أسْطو على أمّ بعضِهِمْ | أصَاخَ فَلَمْ يُنْصِتْ وَلم يَتَكلّمِ |
عَلى حين أنْ تَمّ الذَّكاءُ وَأدرَكتْ | قريحة ُ حسي من شُريحٍ مغمَّمِ |
بنيَّ ومالي دون عِرضي مسلّم | وَقَوْلي كوقْعِ المشرفيِّ المُصَمَّمِ |
نُبيحُ حمَى ذي العزِّ حينَ نريدُهُ | وَنحْمي حِمَانَا بِالْوَشِيجِ المُقَوَّمِ |
يرَى الناسُ منّا جِلْدَ أسوَدَ سالِخٍ | وفروة َ ضرغامٍ من الأُسدِ ضيغَمِ |
مَتى تَبْغِ عِزّي في تميمٍ وَمَنْصِبي | تَجِدْ ليَ خالاً غيرَ مُخْزٍ وَلا عَم |
تَجِدْنيَ من أشْرَافِهِم وَخيَارِهِم | حفيظاً على عوراتهمْ غيرَ مُجرمِ |
نكصتُمْ على أعقابكُمْ يومَ جئتُمْ | تَزُجّونَ أنْفالَ الخَميسِ العَرَمرَمِ |
ألَيْسَ بِوَهّابٍ مُفِيدٍ وَمُتْلِفٍ | وَصُولٍ لِذي قُرْبَى هضِيمٍ لمَهضِمِ |
. . . . . . . . . . . . . | أهَابيَّ سَفْسافٍ مِن التُّرْبِ تَوْأمِ |