يا ربِّ، إنكَ قد علمتَ بأنها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا ربِّ، إنكَ قد علمتَ بأنها | أهوى عبادكَ كلهمْ إنسانا |
وأَلَذُّهُمْ نُعْمٌ إلَيْنَا وَاحِداً، | واحبُّ من نأتي، ومن حيانا |
فَآجْزِ المُحِبَّ تَحِيَّة ً، واجْزِ الَّذي | يَبْغي قَطِيعَة َ حُبِّهِ هِجْرانَا |
آمين يا ذا العرشِ فاسمعْ واستجبْ | لما نقولُ، ولا تخيبْ دعانا |
حملتُ من حبيكَ ثقلاً فادحاً، | والحبُّ يحدثُ للفتى أحزانا |
لَوْ تَبْذُلِينَ لَنَا دَلالَكِ لَمْ نُرِدْ | غَيْرَ الدَّلالِ، وَكَانَ ذَاكَ كَفانا |
وأطعتِ فيّ عواذلاً حملنكمْ، | وَعَصَيْتُ فِيكِ الأَهْلَ والإخْوَانَا |
أُنْبِئْتُ أَنَّكِ، إذا أَتَاكِ كِتابُنا، | وَأَشَعْتِ عِنْدَ قِراتِهِ عِصْيانا |
ونبذته كالعودِ، حين رأيته، | فاشتدّ ذاكَ عليّ منكِ، وسانا |
وأخذتهِ بعد الصدودِ تكرهاً، | وأشعثِ عند قراتهِ عصيانا |
قالت: لقد كذبَ الرسولُ فقدتهُ! | أبقولِ زورٍ يرتجي إحسانا؟ |
كَذَبَ الرَّسُولُ فَسَلْ مَعَادَة َ، هَكَذَا | كَانَ الحَدِيثُ، وَلاَ تَكنْ عَجْلانا |
بل جاءني، فقرأته متهللاً | وجهي وبعد تهلُّلٍ أبكانا |
قد قلت، حيت رأيته: لو أنَّه | يا بشر منه سوى نصيرة جانا |
أرسلتَ أكذبَ من مشى وأنمهُ، | مَنْ لَيْسَ يَكْتُمُ سِرَّنا أَعْدانا |
ما إن ظلمتُ بما فعلتُ، وإنما | يَجْزي العَطِيَّة َ مَنْ أَرابَ وَخَانَا |
وصرمتُ حبلكَ إذ صرمتَ لأنني | اخبرتُ أنك قد هويتَ سوانا |
هَذَا، وَذَنْبٌ قَبْلَ ذَاكَ جَنَيْتَهُ | سلّ الفؤادَ، ومثله سلانا |
صرحتَ فيه، وما كتمتَ مجاهراً | بِالقَوْلِ أَنَّكَ لا تُرِيدُ لِقانا |
قلتُ: اسمعي لا تعجلي بقطيعة ٍ، | باللهِ، احلفُ صادقاً أيمانا |
إنَّ کلمُبَلِّغَكِ الحَدِيثَ لَكَاذِبٌ | يسعى ليقطعَ بيننا الأقرانا |
لا تُجْمِعي صَرْمي وَهَجْرِيَ بَاطِلاً، | وتفهمي، واستيقني استيقانا |
إنِّي لَمِنْ وَادَدْتُهُ وَوَصَلْتُهُ | أُلْفِيتُ لا مَذِقاً، ولا مَنَّانا |
أصلُ الصديقَ، إذا أرادَ وصالنا، | وأصدُّ مثلَ صدوده أحيانا |
إن صدّ عني كنتُ أكرمَ معرضٍ، | وَوَجَدْتُ عَنْهُ مَرْحَلاً وَمَكَانا |
لا مُفْشِياً، عِنْدَ القَطِيعَة ِ، سِرَّهُ | بل حافظٌ من ذاكَ ما استرعانا |