وَمَا الشِّعْرُ إِلاَّ خُطْبَة ٌ مِنْ مُؤَلِّفٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وَمَا الشِّعْرُ إِلاَّ خُطْبَة ٌ مِنْ مُؤَلِّفٍ | بمنطقِ حقٍّ أوْ بمنطقِ باطلِ |
فلا تقبلنْ إلاَّ الَّذي وافقَ الرِّضا | ولا ترجعنّا كالنِّساءِ الأراملِ |
رَأَيْنَاكَ لَمْ تَعْدِلْ عَنِ الحَقِّ يَمْنَة ً | وَلاَ يَسْرَة ً فِعْلَ الظَّلُومِ المُجَادِلِ |
وَلَكِنْ أَخَذْتَ القَصْدَ جُهْدَكَ كُلَّهُ | وَتَقْفُو مِثَالَ الصَّالِحِينَ الأَوَائِلِ |
فَقُلْنَا، وَلَمْ نَكْذِبْ، بِمَا قَدْ بَدَا لَنَا | ومنْ ذا يردُّ الحقَّ منْ قولِ عاذلِ |
ومنْ ذا يردُّ السَّهمَ بعدَ مروقهِ | على فوقهِ إنْ عارَ منْ نزعِ نابلِ |
وَلَوْلاَ الَّذِي قَدْ عَوَّدَتْنَا خَلاَئِفٌ | غَطَارِيفُ كَانَتْ كَالُّليُوثِ البَوَاسِلِ |
لَمَا وَخَدَتْ شهْراً بِرَحْلِيَ جَسْرَة ٌ | تَفُلُّ مُتُونَ البِيدِ بَيْنَ الرَّواحِلِ |
وَلَكِنْ رَجَوْنَا مِنْكَ مِثْلَ الَّذِي بِهِ | صُرِفْنَا قَدِيماً مِنْ ذَوِيكَ الأَفَاضِلِ |
فإنْ لمْ يكنْ للشَّعرِ عندكَ موضعٌ | وَإِنْ كَانَ مِثْلَ الدُّرِّ مِنْ قَوْلِ قَائِلِ |
وكانَ مصيباً صادقاً لا يعيبهُ | سِوَى أَنَّهُ يُبْنَى بِنَاءَ المَنَازِلِ |
فإنّ لنا قربى ، ومحضَ مودَّة ٍ | وَمِيرَاثَ آبَاءِ مَشَوْا بِالمَنَاصِلِ |
فَزَادُوا عَدُوَّ السَّلْم عَنْ عُقْرِ دَارِهِمِ | وأرسوا عمودَ الدِّينِ بعدَ تسايلِ |
فَقْبلَكَ مَا أَعْطَى الهُنَيْدَة َ جِلَّة ً | عَلَى الشِّعْرِ كَعْباً مِنْ سَدِيسٍ وَبَازِلِ |
رَسُولُ الإِلهِ المُصْطَفَى بِنُبوَّة ٍ | عَلَيْهِ سَلامٌ بِالضُّحَى وَکلأَصَائِلِ |
فَكُلُّ الَّذِي عَدَّدْتُ يَكْفِيكَ بَعْضُهُ | وَنَيْلُكَ خَيْرٌ مِنْ بُحُورِ السَّوَائِلِ |
إِذَا نَالَ لَمْ يَفْرَحْ وَلَيْسَ لِنَكْبَة ٍ | إذا حدثتْ بالخاضعِ المتضائلِ |