أَقُولُ بِعَمّانٍ وَهَلْ طَرَبِي بِهِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَقُولُ بِعَمّانٍ وَهَلْ طَرَبِي بِهِ | إلى أهلِ سلعٍ إنْ تشوَّفتُ نافعُ |
أَصَاحِ، أَلَمْ تَحْزُنْكَ رِيحٌ مَرِيضَة ٌ | وبرقٌ تلالا بالعقيقينِ لامعُ |
فَإنَّ الغَرِيبَ الدَّارِ مِمَّا يَشُوقُهُ | نَسِيمُ الرِّيَاحِ وَالبُرُوقُ اللَّوَامِعُ |
وَمِنْ دُونِ مَا أَسْمُو بِطَرْفِي لأَرْضِهِمْ | مفاوزُ، مغبرٌّ منَ التِّيهِ واسعُ |
نَظَرْتُ عَلَى فَوْتٍ، وَأَوْفَى عَشِيَّة ً | بِنا مَنْظَرٌ مِنْ حِصْنِ عَمَّان يَافِعُ |
وَلِلْعَيْنِ أسْرَابٌ تَفِيضُ كَأَنَّمَا | تُعَلُّ بِكُحْلِ الصَّابِ مِنْهَا المَدَمِعُ |
لأبصرَ أحياءً بخاخٍ، تضمنتْ | مَنَازِلَهُمْ مِنْهَا التِّلاعُ الدَّوَافِعُ |
فأبدتْ كثيراً نظرتي منْ صبابتي | وأكثرُ منها ما تجنّ الأضالعُ |
وكيفَ اشتياقُ المرءِ يبكي صبابة ً | إلى منْ نأى عنْ دارهِ وهوَ طائعُ |
لَعَمْرُ کبْنَة ِ الزَّيْدِيِّ إنَّ ادِّكَارَها | على كلِّ حالٍ للفؤادِ لرائعُ |
وإنّي لذكراها، على كلِّ حالة ٍ، | مِنَ الغَوْرِ أَوْ جَلْسِ البِلاَدِ، لَنَازِعُ |
لقدْ كنتُ أبكي، والنَّوى مطمئنَّة ٌ | بنا وبكمْ، منْ علمِ ما البينُ صانعُ |
وَقَدْ ثَبَتَتْ فِي الصَّدْرِ مِنْهَا مَوَدَّة ٌ | كما ثبتتْ في الرَّاحتينِ الأصابعُ |
أَهُمُّ لأَنْسَى ذِكْرَهَا فَيَشُوقُنِي | رِفَاقٌ إِلى أِهْلِ الحِجَازِ نَوَازِعُ |
وَإِنَّا عَدَانَا عَنْ بِلادٍ نُحِبُّهَا | إِمَامٌ دَعَانَا نَفْعُهُ المُتَتَابِعُ |
أَغَرُّ لِمَرْوَانٍ وَلَيْلَى كَأَنَّهُ | حُسَامُ جَلَتْ عَنْهُ الصَّيَاقِلُ قَاطِعُ |
هُوَ الفَرْعُ مِنْ عَبْدَيْ مَنَافٍ كِلَيْهِمَا | إِلَيْهِ انْتَهَتْ أَحْسَابُها وَالدَّسَائِعُ |
وَكُلُّ غَنِيٍّ قَانِعٌ بِفَعَالِهِ | وُكُلُّ عَزِيزٍ عِنْدَهُ مُتَوَاضِعُ |
هُوَ المَوْتُ أَحْياناً يَكُونُ، وَإِنَّهُ | لَغَيْثُ حَياً يَحْيَى بِهِ النَّاسُ وَاسِعُ |