يعزُّ على الأحبة ِ ، بـ " الشامِ " ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يعزُّ على الأحبة ِ ، بـ " الشامِ " ، | حَبيبٌ، بَاتَ مَمْنُوعَ المَنَامِ |
وَإني لَلصّبُورُ عَلى الرّزَايَا، | وَلَكِنّ الكِلامَ عَلى الكِلامِ |
جُرُوحٌ لا يَزَلْنَ يَرِدْنَ مِنّي | على جرحٍ قريبِ العهدِ ، دامِ |
تاملني " الدمستقُ " إذ رآني ، | فَأبْصَرَ صِيغَة َ اللّيْثِ، الهُمَامِ |
أتُنكِرُني كَأنّكَ لَسْتَ تَدْري | بِأني ذَلِكَ البَطَلُ، المُحَامي |
وَأني إذْ نَزَلْتُ عَلى دُلُوكٍ، | تَرَكْتُكَ غَيْرَ مُتّصِلِ النّظَامِ |
وَلَمّا أنْ عَدَدْتُ صَلِيبَ رَأيِي | تَحَلّلَ عِقْدُ رَأيِكَ في المَقَامِ |
وَكُنْتَ تَرَى الأنَاة َ، وَتَدّعِيها، | فأعجلكَ الطعانُ عنِ الكلامِ |
و بتَّ مؤرقاً ، منْ غيرِ سهدٍ ، | حمى جفنيكَ طيبَ النومِ حامِ |
و لا أرضى الفتى ما لمْ يكملْ ، | برأيِ الكهلِ ، إقدامَ الغلامِ |
فَلا هُنّئْتَهَا نُعْمَى بِأسْرِي، | وَلا وُصِلَتْ سُعُودُكَ بِالتّمَامِ |
أمَا مِنْ أعْجَبِ الأشْيَاءِ عِلْجٌ، | يُعَرّفُني الحَلالَ مِنَ الحَرَامِ |
و تكنفهُ بطارقة ٌ تيوسُ ، | تباري بالعثانينِ الضخامِ |
لهمْ خلقُ الحميرِ فلستَ تلقى | فتى ً منهمْ يسيرُ بلاَ حزامِ |
يُرِيغُونَ العُيُوبَ، وَأعجَزَتْهُمْ، | وأيُّ العيبِ يوجدُ في الحسامِ ! ؟ |
و أصعبُ خطة ٍ ، وأجلُّ أمرٍ | مُجَالَسَة ُ اللّئَامِ عَلى الكِرَامِ |
أبِيتُ مُبَرّأ من كُلّ عَيبٍ، | و أصبحُ ، سالماً منْ كلِّ ذامِ |
وَمَنْ لَقيَ الّذي لاقَيْتُ هَانَتْ | عَلَيْهِ مَوَارِدُ المَوْتِ الزّؤامِ |
ثناءٌ طيبٌ ، لا خلفَ فيهِ ، | وَآثَارٌ كَآثَارِ الغَمَامِ |
و علمُ فوارسِ الحيينِ أني | قَلِيلٌ مَنْ يَقُومُ لَهُمْ مَقَامي |
وَفي طَلَبِ الثّنَاءِ مَضَى بُجَيْرٌ | وَجَادَ بِنَفْسِهِ كَعبُ بنُ مَامِ |
أُلامُ عَلى التّعَرّضِ للمَنَايَا، | وَلي سَمَعٌ أصَمُّ عَنِ المَلامِ |
بنو الدنيا إذا ماتوا سواءٌ | وَلَوْ عَمَرَ المُعَمّرُ ألْفَ عَامِ |
إذَا مَا لاَحَ لي لَمَعَانُ بَرْقٍ | بَعَثْتُ إلى الأحِبّة ِ بِالسّلامِ |