أيا أمَّ الأسيرِ ، سقاكِ غيثٌ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أيا أمَّ الأسيرِ ، سقاكِ غيثٌ ، | بكُرْهٍ مِنْكِ، مَا لَقِيَ الأسِيرُ! |
أيا أمَّ الأسيرِ ، سقاكِ غيثٌ ، | تَحَيّرَ، لا يُقِيم وَلا يَسِير! |
أيا أمَّ الأسيرِ ، سقاكِ غيثٌ ، | إلى منْ بالفدا يأتي البشيرُ؟ |
أيا أمَّ الأسيرِ ، لمن تربى | وقدْ متِّ ، الذوائبُ والشعورُ ؟ |
إذا ابنكِ سارَ في برٍ وبحرٍ ، | فمنْ يدعو لهُ ، أو يستجيرُ ؟ |
حرامٌ أن يبيتَ قريرَ عينٍ ! | ولؤمٌ أنْ يلمَّ بهِ السرورُ ! |
وَقَد ذُقتِ الرَزايا وَالمَنايا | وَلا وَلَدٌ لَدَيكِ وَلا عَشيرُ |
و غابَ حبيبُ قلبكِ عنْ مكانٍ ، | مَلائِكَة ُ السّمَاءِ بِهِ حُضور |
لِيَبْكِكِ كُلُّ يَوْمٍ صُمتِ فيهِ | مُصَابِرَة ً وَقَد حَميَ الهَجِير |
لِيَبْكِكِ كُلّ لَيلٍ قُمْتِ فيهِ | إلى أنْ يبتدي الفجرُ المنيرُ! |
لِيَبْكِكِ كُلّ مُضْطَهَدٍ مَخُوفٍ | أجرتيهِ ، وقدْ عزّ المجيرُ ! |
لِيَبْكِكِ كُلّ مِسكِينٍ فَقِيرٍ | أغَثْتِيهِ، وَمَا في العَظْمِ زِير |
أيا أماهُ ، كمْ همٍّ طويلٍ | مضى بكِ لمْ يكنْ منهُ نصيرُ ! ؟ |
أيا أماهُ ، كمْ سرٍّمصونٍ | بقلْبِكِ، مَاتَ لَيسَ لَه ظُهُور |
أيا أماهُ ، كمْ بشرى بقربي | أتَتْكِ، وَدُونَها الأجَلِ القَصِير |
إلى منْ أشتكي ؟ ولمنْ أناجي ، | إذا ضاقتْ بما فيها الصدورُ ؟ |
بِأيّ دُعَاءِ دَاعِيَة ٍ أُوَقّى ؟ | بأيِّ ضياءِ وجهٍ أستنيرُ ؟ |
بِمَن يُستَدفَعُ القَدرَ المُوَفّى | بِمَن يُستَفتَحُ الأَمرُ العَسيرُ |
نُسلَّى عنكَ : أنا عنْ قليلٍ ، | إلى ما صرتِ في الأخرى ، نصيرُ |