شبابي ، كيفَ صرتَ إلى نفادِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
شبابي ، كيفَ صرتَ إلى نفادِ | وبُدِّلتَ البيَاضَ منَ السَّوادِ ؟ |
وما أبقى الحوادثُ منكَ إلاّ | كما أَبْقَتْ مِنَ القَمرِ الدَّآدي |
فراقُكَ عرَّفَ الأحزانَ قلبي | وفرَّقَ بينَ جفْني والرُّقادِ |
فَيا لنَعيمِ عَيْشٍ قَدْ تَوَلَّى | ويا لِغليلِ حُزْنٍ مُسْتفادِ |
كأنِّي منكَ لم أربَعْ برَبْع | وَلم أَرْتَدْ بِهِ أَحْلى مُرادِ |
سقى ذاكَ الرُّبى وبْلُ الثُّريَّا | وغادَى نبتَهُ صَوْبُ الغَوادِي |
زمانٌ كانَ فيهِ الرُّشْدُ غيّاً | وكانَ الغَيُّ فِيهِ مِنَ الرَّشادِ |
فكمْ لي منْ غليلٍ فيكَ خافٍ | وكم لي مِنْ عَويلٍ فِيكَ بادِي |
يُقبلُني بدلٍّ منْ قبولٍ | وَيُسْعِدُنِي بِوَصْلٍ مِنْ سُعادِ |
وَأَجْنُبُهُ فَيُعْطيني قِياداً | ويَجْنُبُني فأُعْطيهِ قِيادي |