طرَقَ الكَرى بالغانِياتِ، ورُبّما
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
طرَقَ الكَرى بالغانِياتِ، ورُبّما | طَرَقَ الكَرَى مِنْهُنَّ بالأهْوالِ |
حُلُمٌ سرَى بالغانِياتِ، فزارَني | مِنْ أُمّ بَكْرٍ مَوْهِناً بخَيالِ |
أسرى لأشْعَثَ هاجِدٍ بمفازَة ٍ | بخيالِ ناعمة ِ السرى ، مكسالِ |
فَلَهَوْتُ لَيْلَة َ ناعِمٍ، ذي لذَّة ٍ | كقريرِ عينٍ، أو كناعمِ بالِ |
بغَزيرَة ٍ نَفَخَ النّعيمُ شبَابَها | غرثى الوشاحِ، شبيعة ِ الخلخالِ |
في صورة ٍ تَمّتْ وأُكْمِلَ خَلْقُها | للنّاظرينَ، كصورة ِ التِّمْثالِ |
تَمّتْ لمَنْ نَعَتَ النّساءَ، وأُكملَتْ | ناهيكَ منْ حُسنٍ لها وجَمالِ |
وملاحة ٍ في منطقِ مترخمٍ | منْها، وحُسْنِ تَقَتُّلٍ ودَلالِ |
تَرْنو بمُقْلَة ِ جؤذَرٍ بخميلَة ٍ | وبمشرقٍ بهجٍ وجيدِ غزالِ |
وبواردٍ رجل كأنّ قرونهُ | منْ طولهِ، موصولة ٌ بحِبالٍ |
ما روْضة ٌ خَضْراءُ، أزْهَرَ نَورُها | بالقَهْرِ بَينَ شقايقِ ورِمالِ |
بهجَ الربيعُ لها، فجادَ نباتها | ونمتْ بأسحمَ وابلٍ هطالِ |
حتى إذا التف النباتُ، كأنهُ | لونُ الزخارِفِ، زينتْ بصقالِ |
نفت الصبا عنها الجهامَ، وأشرقتْ | للشمسِ، غبَّ جنة ٍ وطلالِ |
يوْماً، بأمْلحَ مِنْكِ بهجَة َ مَنْطِقٍ | بَينَ العَشيّ وساعة ِ الآصالِ |
يَنْشُدْنَ، بَعْدَ تلَمُّسٍ وسؤالِ | بَعْضُ النّجومِ، وبَعْضُهُنَّ تَوالي |
تَشْفي الضَّجيعَ، إذا أرادَ عِناقَها | بمقبلٍ عذبِ المذاقِ، زلالِ |
صافٍ، يرفّ كأنّما ابتسمتْ بهِ | عن غبّ غادية ٍ، غداة شمالِ |
شَبِمٍ، كأنَّ الثَلْجَ شابَ رُضابَهُ | بسُلافِ خالِصَة ٍ مِنَ الجِرْيالِ |
صَهْباءَ، صافيَة ٍ، تنَزَّلَ تَجْرُها | ببلادِ صَرْخَدَ، مِنْ رؤوسِ جِبالِ |
من قرقفِ الزرَجونِ فتَّ ختامها | فالدَّنُّ بين حَنابِجٍ وقِلالِ |
مِنْ قَهْوَة ٍ نَفَحَتْ، كأنَّ سَطيعَها | مسكٌ، تضوعَ في غداة ِ شمالِ |
أو راحَ ذي نطفٍ يظل متوجاً | للشربِ، أصهبَ قالصِ السربالِ |
فكذاكَ نَكْهَتُها، إذا نبّهْتَها | والجلدُ غير مدرنٍ متفال |
فَدَعِ الغوانيَ والنّشيدَ بذِكْرِها | واصْرِفْ لذِكْرِ مَكارِمٍ وفَعال |
إنا لنقتادُ الجيادَ على الوجا | نحو العدى بمساعرٍ أبطالِ |
في كلّ ذي لَجَبٍ، كأنَّ زُهاءهُ | لَيْلٌ تَعرَّضَ، أوْ رِعانُ جِبالِ |
دهمٌ يظلُّ بهِ الفضاءُ معضلاً | كالطودِ أرعنَ مجفلَ الأثقالِ |
ما بين أولهِ وآخر جمعهِ | يومٌ يسارُ وليلة ُ البغالِ |
مَجْرٌ تَظَلُّ البُلْقُ في حافاتِهِ | ينشدنَن بعدَ تلمسٍ وسؤالِ |
ونسيرُ بالثغرِ المخوفِ فجاجهُ | بسَلاهِبٍ جُرْدِ المتونِ، طِوالِ |
خوصٍ كأن شكيمهنَّ معلقٌ | بقنا ردينة َ أو جذوعِ إوالِ |
نقتادُ كلَّ طمرة ٍ رأدَ الضحى | وعِنانَ كلّ مُجلْجِلٍ، صَهّالِ |
مِنْ كل أدْهمَ، كالغُرابِ سوادُهُ | طرفٍ وأحمرَ كالنديمِ نسالِ |
يسقى الربيعُ يصانُ غيرَ مصردٍ | مَحْضَ العِشارِ، وقارِصَ الأشوالِ |
ودَنا المُغارُ لها، فهُنَّ شَوازِبٌ | خَلَلَ المطيّ، كأنّهُنَّ مَغالِ |
يمشينَ إذْ طالَ الوجيفُ على الوجا | نحوَ العدو كمشيمة ِ الرئبالِ |
أوْ كالكلابِ على الهَرَاسِ، يطأنَهُ | أوْ مشْيَهُنَّ، يطأن شوْكَ سَيالِ |
يخرجنَ من قطعِ العجاجِ كأنها | عِقْبانُ يوْمِ تَغَيُّمٍ وطِلالِ |
خَيْلٌ إذا فَزِعَتْ كأنَّ رعيلَها | نحو العدى موضونة ٌ برعالِ |
ومسومٍ عقدَ الهُمامُ برأسهِ | تاجَ الملوكِ، رددنَ في الأغلالِ |
ومَكَرِّ مُعْتَرَكٍ ترَكْنَ حُماتَهُ | للطيرِ بينَ سوافلٍ وعوالي |
صَرْعى يظَللُّ الطّيْرُ يَحجُلُ بَيْنها | ينقرنَ أعينها مع الأوصالِ |
كمْ مِنْ أُناسٍ قَدْ حَوَيْنَ نِهابَهُم | وأفأنَ مِنْ نَعَمٍ وحيِّ حِلالِ |
شُعْثِ النّواصي، عادة ٌ مِنْ فِعْلها | سفكُ الدماء، وقسمة ُ الأموالِ |
فتركن قد قضينَ من حمسِ الوغى | وطَراً، وجُلْنَ هُناكَ كلَّ مجالِ |