صرمتْ حبالكَ زينبٌ وقذورُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
صرمتْ حبالكَ زينبٌ وقذورُ | وحِبالُهُنَّ إذا عَقَدْنَ غُرُورُ |
يرمينَ بالحدقِ المراضِ قلوبنا | فَغَوِيُّهُنَّ مُكَلَّفٌ مَضْرُورُ |
وزعمنَ أني قد ذهلتُ عن الصبى | ومضى لذلكَ أعصرٌ ودهورُ |
وإذا أقولُ صحوتُ منْ أدوائها | هاجَ الفُؤادَ دُمًى أوانسُ حُورُ |
وإذا نصبنَ قرونهنَّ لغدرة ٍ | فكأنما حلتْ لهنَّ نذورُ |
ولقد أصِيدُ الوَحْشَ في أوْطانِها | فيذلّ بعدَ شماسهِ اليعفُورُ |
أحيا الإلهُ لنا الإمامَ فإنهُ | خيرُ البرِيّة ِ للذُّنوبِ غَفورُ |
نورٌ أضاء لَنا البِلادَ وقَدْ دَجَتْ | ظلم تكادُ بها الهداة ُ تجورُ |
الفاخِرونَ بِكُلّ يوْمٍ صالحٍ | وأخو المَكارِمِ بالفَعالِ فَخورُ |
فعليكَ بالحجاجِ لا تعدل بهِ | أحداً إذا نزلتْ عليكَ أمورُ |
ولقَدْ عَلِمْتَ وأنْتَ أعْلَمُنا بِهِ | أن ابن يوسفَ حازمٌ منصورُ |
وأخو الصَّفاء فما تزالُ غَنيمَة ٌ | منهُ يجيء بها إليكَ بشيرُ |
وترى الرواسمَ يختلفنَ وفوقها | ورقُ العراقِ سبائكٌ وحريرُ |
وبَناتُ فارِسَ كلَّ يوْمٍ تُصْطَفَى | يعلونهنَّ وما لهنَّ مهورُ |
خوصاً أضرَّ بها ابن يوسفَ فانطوتْ | والحَرْبُ لاقِحَة ٌ لهُنَّ زَجورُ |
وترى المُذكّيَ في القِيادِ كأنّهُ | مِنْ طولِ ما جَشِمَ الغِوارَ عَقيرُ |
هَرِيَتْ نِطافُ عُيونِهنَّ فأدْبرَتْ | فكأنهنَّ من الضرارة ِ عورُ |
وحَوِلْنَ مِن خَلَجِ الأعِنّة ِ وانطوَتْ | منها البطونُ وفي الفحولِ جفورُ |
قَطَعَ الغُزَاة ُ عِجافَهُنَّ فأصْبَحَتْ | حردٌ صلادمُ قرحٌ وذكورُ |
ولقَدْ عَلِمْتَ بلاءَهُ في مَعْشَرٍ | تغلي شناهُ صدورهمْ وثغورُ |
والقومُ زَأرُهُمُ وأعْلى صَوْتِهِمْ | تحت السيوفِ غماغمٌ وهريرُ |
واذ اللقاحُ غلتْ فإن قدورهُ | جُوفٌ لهُنَّ بما ضَمِنَّ هَدِيرُ |
طَلَبَ الأزارِقَ بالكتائِبِ إذْ هوَتْ | بَشبيبَ غائِلَة ُ النّفوسِ غَدُورُ |
يرجو البقية بعدما حدقتْ بهِ | فرطُ المنية ِ بحصبٍ وحجُورُ |
فأباحَ جَمْعَهُمُ حَميداً وانْثَنى | ولهُ لوقعهِ آخرينَ زئيراً |