أعاذلَ ما بالي أرى الحيَّ ودعوا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أعاذلَ ما بالي أرى الحيَّ ودعوا | وَباتُوا على طِيّاتهِمْ فتَصَدّعُوا |
إذا ذُكِرَتْ شَعْثَاءُ طَارَ فُؤادُهُ | لطيرِ الهوى وارفضتْ العينُ تدمعَ |
تَمَنّى هَوَاهَا مِنْ تَعَلُّلِ بَاطِلٍ، | و تعرضُ حاجاتُ المحبَّ فتمنع |
وَلَوْ أنّهَا شَاءتْ لَقَدْ بَذَلَتْ لَهُ | شراباً بهِ يروى الغليلُ وينقعُ |
و شعثٍ على خوصٍ دقاقٍ كأنها | قِسِيٌّ مِنَ الشِّرْيانِ تُبَرَى وَتُرْقَعُ |
إذا رفعوا طيَّ الخباءِ رأيتهُ | كَضَارِبِ طَيْرٍ في الحِبالَة ِ يَلْمَعُ |
ترى القومَ فيهِ ممسكينَ بجانبٍ | وَللرّيحِ مِنْهُ جَانِبٌ يَتَزَعْزَعُ |
ألا يا لقومٍ لا تهدكمْ مجاشعٌ | فَأصْلَبُ مِنها خَيْزُرَانٌ وَخِرْوَعُ |
فَهُمْ ضَيّعوا الجارَ الكَرِيمَ، وَلا أرَى | كَحُرْمَة ِ ذاكَ الجارِ جَاراً يُضَيَّعُ |
تقولُ قريشٌ بعدَ عدرِ مجاشعٍ | لحَى الله جِيرَانَ الزّبَيرِ وَرَجّعُوا |
فلوْ أنَّ يربوعاً دعى إذْ دعاهمُ | لآبَ جَمِيعاً رَحْلُهُ المُتَمَزِّعُ |
فَأدُّوا حَوَارِيَّ الرّسُولِ وَرَحْلَهُ | إلى أهْلِهِ ثمّ افخَرُوا بَعدُ أوْ دَعُوا |
ألمْ تَرَ بَيْتَ اللّؤمِ بَينَ مُجَاشِعٍ | مقيماً إلى أنْ يمضيَ الدهرُ أجمعُ |
علونا كما تعلو النجومُ عليهمُ | وَقَصّرَ حَتى ما لكَفّيْهِ مَدْفَعُ |
فانْ تسألوا حيَّ نزارٍ تنبئوا | إذا الحربُ شالتْ منْ يضروُّ وينفعُ |
وَإنَا لَنَكفي الخُورَ لَوْ يَشكُرُونَنا | ثَنَايَا المَنَايَا، وَالقَنَا يَتَزَعزَعُ |
نحلُّ على َ الثغرِ المخوفِ وأنتمُ | سَرَابٌ عَلى قِيقَاءة ٍ يَتَرَبَعُ |
وَتَفِيكَ عَمرٌو عَنْ حِماها وَعامرٌ | فما لكَ إلاَّ عندَ كيركَ مطبعُ |