أواصلٌ أنتَ أمَّ العمرْ أمْ تدعُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أواصلٌ أنتَ أمَّ العمرْ أمْ تدعُ | أمْ تَقطَعُ الحَبْلُ منهم مثل ما قطعُوا |
تَمّتْ جَمالاً وَدِيناً لَيسَ يقْرَبُهَا | قَسُّ النّصَارَى وَلا من همّها البِيَعُ |
مَنْ زَائرٌ زَارَ لَمْ تَرْجِعْ تَحيّتهُ، | ماذا الذي ضرهمْ لو أنهمْ رجعوا |
حَلأتِ ذا غُلّة ٍ، هَيمانَ عن شرَعٍ، | لو شئتَ روى غليلَ الهائمِ الشرع |
ما ردكمْ ذا لباناتٍ بحاجتهِ | قد فاتَ يومئذٍ منْ نفسهِ قطعُ |
بلْ حاجة ٌ لكَ في الحيَّ الذينَ غدوا | مروا على السرذي الأغيال فاجتزعوا |
حلوا الأجارعَ منْ نجدٍ وما نزلوا | أرْضاً بها يَنبُتُ النَّيْتُونُ وَالسّلَعُ |
بَاعَدْتِ الوَصْلِ إلاّ أنْ يُجَرّ لَنَا | حبلُ الشموسِ فلا يأسٌ ولا طمع |
لا لومَ إذْ لجِ في منعِ أقاربها | إنَّ الفؤادَ معَ الشيءِ الذي منعوا |
ماذا تذكرُ وصلٍ لمْ يكنْ صدداً | أمْ ما زيارة ُ ركبٍ قلما هجعوا |
قَرّبْتُ وَجْنَاء لَمْ يَعْقِدْ حَوَالبَها | طيُّ الصِّدار وَلمْ يُرْشَحْ لهَا رُبَعُ |
كأنها قارحٌ طارتْ عقيقتهُ | يرعى السماوة َ أو طاوٍ بهِ سفع |
كانَ الذينَ هجوني منْ ضلالتهمْ | مثلَ الفراشِ وحرَّ النارِ إذْ يقعُ |
أصْبَحْتُ عندَ وُلاة النّاس أثْبَتَهُمْ | فُلْجاً وَأبْعَدَهُمْ غَلواً إذا نَزَعُوا |
لولا الخليفة ُ والقرآنُ يقرأهُ | مَا قامَ للنّاس أحكامٌ وَلا جُمَعُ |
أنْتَ الأمينُ، أمينُ الله، لا سَرَفٌ | فيما وَليتَ، وَلا هَيّابَة ٌ وَرَعُ |
مثْلُ المُهَنّد لَمْ تُبْهَرْ ضَريبَتُهُ | لمْ يَغْشَ غَرْبيْه تَفْليلٌ وَلا طَبَعُ |
وارى الزنادِ منَ الأعياصِ في مهلٍ | فالعالَمُونَ، لمَا يَقضي به، تَبَعُ |
ما عدُّ قومٌ باحسانٍ صنيعهمُ | إلاَّ صنيعكمُ فوقَ الذي صنعوا |
أنْتَ المُبَارَكُ يَهْدي الله شيعَتَهُ، | إذا تَفَرّقَتِ الأهْوَاءُ وَالشِّيَعُ |
فَكُلُّ أمْرٍ عَلى يُمْنٍ أمَرْتَ به، | فينا مطاعٌ ومهما قلتَ مسستمعُ |
أدلَيتُ دَلويَ في الفُرّاط فاغتَرفَتْ، | في الماء فَضْلٌ وَفي الأعطان مُتّسَعُ |
إنّي سَيأتيكُمُ، وَالدّارُ نازحَة ٌ، | شكري وحسنُ ثناءِ الوفدِ إنْ رجعوا |
يا آل مَرْوَانَ! إنّ الله فَضّلَكُمْ | فَضْلاً عَظيماً على مَنْ دينُهُ البِدَعُ |
الجَامعينَ، إذا ما عُدّ سَعْيُهُمُ، | جَمْعَ الكرَام وَلا يُوعونَ ما جمعُوا |
تَلْقَى الرّجالَ إذا ما خيفَ صَوْلَتهُ | يَمْشُونَ هَوْناً وَفي أعنَاقهم خَضَعُ |
فانْ عفوتَ فضلتَ الناسَ عافية ً | و إنْ وقعتَ فما وقعٌ كما تقعُ |
ما كانَ ددونَكَ من مَقصى ً لحاجَتنا؛ | و لا وراءكَ للحاجاتِ مطلعُ |
إنَّ البرية َ ترضى ما رضيتَ لها | إنْ سْرتَ سارُوا وَإن قلتَ ارْبعوا رَبعوا |