أقِلّي اللّوْمَ عاذلَ وَالعِتابَا
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
أَقِلّي اللَومَ عاذِلَ وَالعِتابا | وَقولي إِن أَصَبتُ لَقَد أَصابا |
أَجَدِّكَ ما تَذَكَّرُ أَهلَ نَجدٍ | وَحَيّاً طالَ ما اِنتَظَروا الإِيابا |
بَلى فَاِرفَضَّ دَمعُكَ غَيرَ نَزرٍ | كَما عَيَّنتَ بِالسَرَبِ الطِبابا |
وَهاجَ البَرقُ لَيلَةَ أَذرِعاتٍ | هَوىً ما تَستَطيعُ لَهُ طِلابَ |
فَقُلتُ بِحاجَةٍ وَطَوَيتُ أُخرى | فَهاجَ عَلَيَّ بَينَهُما اِكتِئابا |
وَوَجدٍ قَد طَوَيتُ يَكادُ مِنهُ | ضَميرُ القَلبِ يَلتَهِبُ اِلتِهابا |
سَأَلناها الشِفاءَ فَما شَفَتنا | وَمَنَّتنا المَواعِدَ وَالخِلابا |
لَشَتّانَ المُجاوِرُ دَيرَ أَروى | وَمَن سَكَنَ السَليلَةَ وَالجِنابا |
أَسيلَةُ مَعقِدِ السِمطَينِ مِنها | وَرَيّا حَيثُ تَعتَقِدُ الحِقابا |
وَلا تَمشي اللِئامُ لَها بِسِرٍّ | وَلا تُهدي لِجارَتِها السِبابا |
أَباحَت أُمُّ حَزرَةَ مِن فُؤادي | شِعابَ الحُبِّ إِنَّ لَهُ شِعابا |
مَتى أُذكَر بِخورِ بَني عِقالٍ | تَبَيَّنَ في وُجوهِهِمِ اِكتِئابا |
إِذا لاقى بَنو وَقبانَ غَمّاً | شَدَدتُ عَلى أُنوفِهِمِ العِصابا |
أَبى لي ما مَضى لي في تَميمٍ | وَفي فَرعَي خُزَيمَةَ أَن أُعابا |
سَتَعلَمُ مَن يَصيرُ أَبوهُ قَيناً | وَمَن عُرِفَت قَصائِدُهُ اِجتِلابا |
أَثَعلَبَةَ الفَوارِسِ أَو رِياحاً | عَدَلتَ بِهِم طُهَيَّةَ وَالخِشابا |
كَأَنَّ بَني طُهَيَّةَ رَهطَ سَلمى | حِجارَةُ خارِئٍ يَرمي كِلابا |
فَلا وَأَبيكَ ما لاقَيتُ حَيّاً | كَيَربوعٍ إِذا رَفَعوا العُقابا |
وَما وَجَدَ المُلوكُ أَعَزَّ مِنّا | وَأَسرَعَ مِن فَوارِسِنا اِستِلابا |
وَنَحنُ الحاكِمونَ عَلى قُلاخٍ | كَفَينا ذا الجَريرَةِ وَالمُصابا |
حَمَينا يَومَ ذي نَجَبٍ حِمانا | وَأَحرَزنا الصَنائِعَ وَالنِهابا |
لَنا تَحتَ المَحامِلِ سابِغاتٌ | كَنَسجِ الريحِ تَطرِدُ الحَبابا |
وَذي تاجٍ لَهُ خَرَزاتُ مُلكٍ | سَلَبناهُ السُرادِقَ وَالحِجابَ |
أَلا قَبَحَ الإِلَهُ بَني عِقالٍ | وَزادَهُمُ بِغَدرِهِمِ اِرتِيابا |
أَجيرانَ الزُبَيرِ بَرِئتُ مِنكُم | فَأَلقوا السَيفَ وَاِتَّخِذوا العِيابا |
لَقَد غَرَّ القُيونُ دَماً كَريماً | وَرَحلاً ضاعَ فَاِنتُهِبَ اِنتِهابا |
وَقَد قَعِسَت ظُهورُهُمُ بِخَيلٍ | تُجاذِبُهُم أَعِنَّتَها جِذابا |
عَلامَ تَقاعَسونَ وَقَد دَعاكُم | أَهانَكُمُ الَّذي وَضَعَ الكِتابا |
تَعَشّوا مِن خَزيرِهِمُ فَناموا | وَلَم تَهجَع قَرائِبُهُ اِنتِحابا |
أَتَنسَونَ الزُبَيرَ وَرَهطَ عَوفٍ | وَجِعثِنَ بَعدَ أَعيَنَ وَالرَبابا |
وَخورُ مُجاشِعٍ تَرَكوا لَقيطاً | وَقالوا حِنوَ عَينِكَ وَالغُرابَ |
وَأَضبُعُ ذي مَعارِكَ قَد عَلِمتُم | لَقينَ بِجَنبِهِ العَجَبَ العُجابا |
وَلا وَأَبيكَ ما لَهُم عُقولٌ | وَلا وُجِدَت مَكاسِرُهُم صِلابا |
وَلَيلَةَ رَحرَحانِ تَرَكتَ شيباً | وَشُعثاً في بُيوتِكُمُ سِغابا |
رَضِعتُم ثُمَّ سالَ عَلى لِحاكُم | ثُعالَةَ حَيثُ لَم تَجِدوا شَرابا |
تَرَكتُم بِالوَقيطِ عُضارِطاتٍ | تُرَدِّفُ عِندَ رِحلَتِها الرِكابا |
لَقَد خَزِيَ الفَرَزدَقُ في مَعَدٍّ | فَأَمسى جَهدُ نُصرَتِهِ اِغتِيابا |
وَلاقى القَينُ وَالنَخَباتُ غَمّاً | تَرى لوكوفِ عَبرَتِهِ اِنصِبابا |
فَما هِبتُ الفَرَزدَقَ قَد عَلِمتُم | وَما حَقُّ اِبنِ بَروَعَ أَن يُهابا |
أَعَدَّ اللَهُ لِلشُعَراءِ مِنّي | صَواعِقَ يَخضَعونَ لَها الرِقابا |
قَرَنتُ العَبدَ عَبدَ بَني نُمَيرٍ | مَعَ القَينَينِ إِذ غُلِبا وَخابا |
أَتاني عَن عَرادَةَ قَولُ سوءٍ | فَلا وَأَبي عَرادَةَ ما أَصابا |
لَبِئسَ الكَسبُ تَكسِبُهُ نُمَيرٌ | إِذا اِستَأنوكَ وَاِنتَظَروا الإِيابا |
أَتَلتَمِسُ السِبابَ بَنو نُمَيرٍ | فَقَد وَأَبيهِمُ لاقوا سِبابا |
أَنا البازي المُدِلُّ عَلى نُمَيرٍ | أُتِحتُ مِنَ السَماءِ لَها اِنصِبابا |
إِذا عَلِقَت مَخالِبُهُ بِقَرنٍ | أَصابَ القَلبَ أَو هَتَكَ الحِجابا |
تَرى الطَيرَ العِتاقَ تَظَلُّ مِنهُ | جَوانِحَ لِلكَلاكِلِ أَن تُصابا |
فَلا صَلّى الإِلَهُ عَلى نُمَيرٍ | وَلا سُقِيَت قُبورُهُمُ السَحابا |
وَخَضراءِ المَغابِنِ مِن نُمَيرٍ | يَشينُ سَوادُ مَحجِرِها النِقابا |
إِذا قامَت لِغَيرِ صَلاةِ وِترٍ | بُعَيدَ النَومِ أَنبَحَتِ الكِلابا |
وَقَد جَلَّت نِساءُ بَني نُمَيرٍ | وَما عَرَفَت أَنامِلُها الخِضابَ |
إِذا حَلَّت نِساءُ بَني نُمَيرٍ | عَلى تِبراكَ خَبَّثَتِ التُرابا |
وَلَو وُزِنَت حُلومُ بَني نُمَيرٍ | عَلى الميزانِ ما وَزَنَت ذُبابا |
فَصَبراً يا تُيوسَ بَني نُمَيرٍ | فَإِنَّ الحَربَ موقِدَةٌ شِهابا |
لَعَمروُ أَبي نِساءِ بَني نُمَيرٍ | لَساءَ لَها بِمَقصَبَتي سِبابا |
سَتَهدِمُ حائِطَي قَرماءَ مِنّي | قَوافٍ لا أُريدُ بِها عِتابا |
دَخَلنَ قُصورَ يَثرِبَ مُعلِماتٍ | وَلَم يَترُكنَ مِن صَنعاءَ بابا |
تَطولُكُمُ حِبالُ بَني تَميمٍ | وَيَحمي زَأرُها أَجَماً وَغابا |
أَلَم نُعتِق نِساءَ بَني نُمَيرٍ | فَلا شُكراً جَزَينَ وَلا ثَوابا |
أَلَم تَرَني صُبِبتُ عَلى عُبَيدٍ | وَقَد فارَت أَباجِلُهُ وَشابا |
أُعِدَّ لَهُ مَواسِمَ حامِياتٍ | فَيَشفي حَرُّ شُعلَتِها الجِرابا |
فَغُضَّ الطَرفَ إِنَّكَ مِن نُمَيرٍ | فَلا كَعباً بَلَغتَ وَلا كِلابا |
أَتَعدِلُ دِمنَةً خَبُثَت وَقَلَّت | إِلى فَرعَينِ قَد كَثُرا وَطابا |
وَحُقَّ لِمَن تَكَنَّفَهُ نُمَيرٌ | وَضَبَّةُ لا أَبالَكَ أَن يُعابا |
فَلَولا الغُرُّ مِن سَلَفي كِلابٍ | وَكَعبٍ لَاِغتَصَبتُكُمُ اِغتِصابا |
فَإِنَّكُمُ قَطينُ بَني سُلَيمٍ | تُرى بُرقُ العَباءِ لَكُم ثِيابا |
إِذاً لَنَفَيتُ عَبدَ بَني نُمَيرٍ | وَعَلَيَّ أَن أَزيدَهُمُ اِرتِيابا |
فَيا عَجَبي أَتوعِدُني نُمَيرٌ | بِراعي الإِبلِ يَحتَرِشُ الضِبابا |
لَعَلَّكَ يا عُبَيدُ حَسِبتَ حَربي | تَقَلُّدَكَ الأَصِرَّةَ وَالعِلابا |
إِذا نَهَضَ الكِرامُ إِلى المَعالي | نَهَضتَ بِعُلبَةٍ وَأَثَرتَ نابا |
يَحِنُّ لَهُ العِفاسُ إِذا أَفاقَت | وَتَعرِفُهُ الفِصالُ إِذا أَهابا |
فَأَولِع بِالعِفاسِ بني نُمَيرٍ | كَما أولَعتَ بِالدَبَرِ الغُرابا |
وَبِئسَ القَرضُ قَرضُكَ عِندَ قَيسٍ | تُهَيِّجُهُم وَتَمتَدِحُ الوِطابا |
وَتَدعو خَمشَ أُمِّكَ أَن تَرانا | نُجوماً لا تَرومُ لَها طِلابا |
فَلَن تَسطيعَ حَنظَلَتى وَسُعدى | وَلا عَمرى بَلَغتَ وَلا الرِبابا |
قُرومٌ تَحمِلُ الأَعباءَ عَنكُم | إِذا ما الأَمرُ في الحَدَثانِ نابا |
هُمُ مَلَكوا المُلوكَ بِذاتِ كَهفٍ | وَهُم مَنَعوا مِنَ اليَمَنِ الكُلابا |
يَرى المُتَعَيِّدونَ عَلَيَّ دوني | أُسودَ خَفِيَّةِ الغُلبِ الرِقابا |
إِذا غَضِبَت عَلَيكَ بَنو تَميمٍ | حَسِبتَ الناسَ كُلُّهُمُ غِضابا |
أَلَسنا أَكثَرَ الثَقَلَينِ رَجلاً | بِبَطنِ مِنىً وَأَعظَمُهُ قِبابا |
وَأَجدَرَ إِن تَجاسَرَ ثُمَّ نادى | بِدَعوى يالَ خِندِفَ أَن يُجابا |
لَنا البَطحاءُ تُفعِمُها السَواقي | وَلَم يَكُ سَيلُ أَودِيَتي شِعابا |
فَما أَنتُم إِذا عَدَلَت قُرومي | شَقاشِقَها وَهافَتَتِ اللُعابا |
تَنَحَّ فَإِنَّ بَحري خِندِفِيٌّ | تَرى في مَوجِ جِريَتِهِ عُبابا |
بِمَوجٍ كَالجِبالِ فَإِن تَرُمهُ | تُغَرَّق ثُمَّ يَرمِ بِكَ الجَنابا |
فَما تَلقى مَحَلِّيَ في تَميمٍ | بِذي زَلَلٍ وَلا نَسَبي اِئتِشابا |
عَلَوتُ عَلَيكَ ذِروَةَ خِندِفِيٍّ | تَرى مِن دونِها رُتَباً صِعابا |
لَهُ حَوضُ النَبِيِّ وَساقِياهُ | وَمَن وَرِثَ النُبُوَّةَ وَالكِتابا |
وَمِنّا مَن يُجيزُ حَجيجَ جَمعٍ | وَإِن خاطَبتَ عَزَّكُمُ خِطابا |
سَتَعلَمُ مَن أُعِزُّ حِمىً بِنَجدٍ | وَأَعظَمُنا بِغائِرَةٍ هِضابا |
أُعُزُّكَ بِالحِجازِ وَإِن تَسَهَّل | بِغَورِ الأَرضِ تُنتَهَبُ اِنتِهابا |
أَتَيعَرُ يا اِبنَ بَروَعَ مِن بَعيدٍ | فَقَد أَسمَعتَ فَاِستَمِعِ الجَوابا |
فَلا تَجزَع فَإِنَّ بَني نُمَيرٍ | كَأَقوامٍ نَفَحتَ لَهُم ذِنابا |
شَياطينُ البِلادِ يَخَفنَ زَأري | وَحَيَّةُ أَريَحاءَ لي اِستَجابا |
تَرَكتُ مُجاشِعاً وَبَني نُمَيرٍ | كَدارِ السوءِ أَسرَعَتِ الخَرابا |
أَلَم تَرَني وَسَمتُ بَني نُمَيرٍ | وَزِدتُ عَلى أُنوفِهِمُ العِلابا |
إِلَيكَ إِلَيكَ عَبدَ بَني نُمَيرٍ | وَلَمّا تَقتَدِح مِنّي شِهابا |