حلفتُ بربّ الراقصات إلى منى ّ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حلفتُ بربّ الراقصات إلى منى ّ، | هُوِيَّ القَطا يَجْتَزْنَ بطنَ دفِينِ |
لقد ظنَ هذا القلبُ أن ليسَ لاقياً، | سليمى ، ولا أمَّ الحسينِ لحينِ |
فليتَ رجالاً فيكِ قد نذروا دمي، | وهَمّوا بقتلي، يا بُثَينَ، لقُوني! |
إذا ما رأوني طالعاً من ثنية ٍ، | يقولون: من هذا؟ وقد عرفونيِ |
يقولون لي: أهلاً وسهلاً ومرحباً! | ولو ظفروا بي خالياً، تلوني |
وكيف، ولا توفي دماؤهم دمي، | ولا مالُهم ذو ندهة ٍ فيدوني |
وغرَّ الثنايا، من ربيعة َ، أعرضت، | حروبُ معدٍ دونهنّ ودوني |
تَحَمّلْنَ من ماءِ الثُّديّ كأنما | تَحَمّلَ من مُرْسًى ثِقالُ سَفينِ |
كأنّ الخُدورَ أولجتْ، في ظِلالِها، | ظِباءَ المَلا ليست بذاتِ قُرون |
إلى رجحَ الأعجازِ، حورٍ نمى بها، | مع العِتْقِ والأحساب، صالحُ دِين |
يبادِرنَ أبوابَ الحِجالِ كما مشى | حمَامٌ ضُحًى في أيْكة ٍ، وفنون |
سددنَ خصاصَ الخيمَ، لما دخلنهُ، | بكلّ لبَانٍ واضحٍ، وجبين |
دعوتُ أبا عمرٍو، فصدّق نَظرتي، | وما ان يَراهنّ البصيرُ لحِين |
وأعرضَ ركنٌ من أحامرَ دونهم، | كأنّ ذراهُ لفعتْ بسدينِ |
قرضنَ، شمالاً، ذا العشيرة ِ كلها، | وذاتَ اليمين، البُرقَ بُرْقَ هَجين |
وأصعدنَ في سراءَ، حتى إذا انتحتْ | شَمالاً، نَحا حادِيهمُ ليَمِين |
وقال خليلي: طالعاتٌ من الصّفَا، | فقلت: تأمّلْ، لسنَ حيثُ تريني |
ولو أرسلتْ، يوماً، بُثينة ُ تبتغي | يميني، ولو عزّت عليّ يميني |
لأعطيتها ما جاءَ يبغي رسولها، | وقلتُ لها بعد اليمين: سليني، |
سليني مالي ، يا بثينَ، فإنّما | يُبيَّنُ، عند المالِ، كلُّ ضَنين |
فما لكِ، لمّا خَبّر الناسُ أنني | غدرتُ بظهرِ الغيبِ، لم تسليني |
فأُبليَ عُذراً، أو أجيءَ بشاهِدٍ، | من الناسِ، عدلٍ أنهم ظلموني |
بُثينَ، الزمي لا، إنّ لا، إن لزمتِه، | على كثرة الواشينَ، أيُّ معونِ |
لحا الله من لا ينفعُ الوعدُ عنده، | ومَنْ حَبلُه، إن مُدّ، غيرُ متين |
ومن هو ذو وجهين ليس بدائمٍ | على العهدِ، حلاف بكلّ يمينِ |
ولستُ، وإن عزّت عليّ ، بقائلٍ | لها بعد صَرمٍ: يا بُثَينَ، صِليني! |