أَرَاكَ أكبَرْتَ إدْمَاني على الدمَنِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَرَاكَ أكبَرْتَ إدْمَاني على الدمَنِ | وحملي الشوقَ منْ بادٍ ومكتمنِ |
لا تكثرنَّ ملامي إنْ عكفتُ على | رَبْعِ الحَبيبِ فلَمْ أعكف على وَثَنِ |
سلوتُ إنْ كنتُ أدري ما تقولُ إذنْ | مجَّتْ مقالتها في وجهها أذني |
الحُّبُّ أَوْلى بِقَلْبي في تَصَرُّفِهِ | مَنْ أَن يُغادِرَني يَوْماً بلا شَجَنِ |
حَلَبْتُ صَرْفَ النَّوَى صَرْفَ الأسَى وحَداً | بالبَث في دَوْلة ِ الإغْرامِ والدَّدَنِ |
مما وجَدْتُ على الأحشاءِ أوقدَ مِنْ | دَمْعٍ على وَطَنٍ لي في سِوَى وَطَني |
صَيَّرْتُ لي مِنْ تَبَارِي عَبْرَتي سَكَناً | مذْ صرتُ فرداً بلا إلفٍ ولا سكنِ |
مَنْ ذَا يُعظمُ مِقْدَارَ السُّرورِ بِمَنْ | يهوى إذا لم يعظم موضع الحزنِ ؟! |
العيشُ والهمُّ والليلُ والتمامُ معاً | ثلاثة ٌ أبداً يُقرنَّ في قرنِ |
أقُولُ للحُرَّة ِ الوَجْنَاءِ لاتَهِني | فقدْ خلقتِ لغير الحوضِ والعطنِ |
ما يحسنُ الدهرُ أنْ يسطو على رجلٍ | إِذَا تَعلَّقَ حَبْلاً مِنْ أبي حَسَنِ |
كَمْ حالَ فَيْضُ نَدَاهُ يَوْمَ مُعْضِلَة ٍ | وبَأْسُهُ بينَ مَنْ يَرْجُوهُ والمِحَنِ! |
كأنني يومَ جردتُ الرجاءَ لهُ | عَضْباً أخّذْتُ بهِ سَيْفاً على الزَّمنِ |
فَتًى تَريشُ جَنَاحَ الجُودِ رَاحَتُهُ | حتى يخالَ بأنَّ البخلَ لم يكنِ |
وتشتري نفسُه المعروفَ بالثمنِ الـ | ـغالي ولوْ أنَّها كانتْ من الثمنِ |
أَموَالُه وعِدَاهُ مِنْ مَوَاهِبهِ | وبَأْسه يَطْلُبونَ الدَّهْرَ بالإحَنِ |
يُقَشعُ الفِتَنَ المُسْوَدَّ جَانِبُها | ومالُه من ندَاه الدهرَ في فتنِ |
إذا بدا لكَ مرٌّ في كتائبهمْ | لم يحجبِ الموتُ عن روحٍ ولا بدنِ |
كمْ في العلى لهمُ والمجدِ من بدعٍ | إذا تُصفَّحَتِ اختِيرَتْ على السُّنَنِ |
قَوْمٌ إذَا هَطَلَتْ جُوداً أكفُّهُمُ | عَلِمْتَ أنَّ النَّدَى مُذْ كانَ في اليَمَنِ |