سرتْ تستجيرُ الدمعَ خوفَ نوى غدِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
سرتْ تستجيرُ الدمعَ خوفَ نوى غدِ | وعَادَ قَتاداً عِنْدَها كُلُّ مَرْقدِ |
وَأَنْقَذَها مِنْ غَمْرَة ِ الْمَوْتِ، أَنَّهُ | صدودُ فراقِ لا صدودُ تعمدِ |
فأَجْرَى لَها الإشْفَاقُ دَمْعاً مُوَرَّداً | منَ الدمِ فوقَ خدٍ موردِ |
هيَ البدرُ يغنيها توددُ وجهها | إلى كُل مَنْ لاقَتْ وإنْ لَمْ تَوَدَّدِ |
ولكنني لمْ أحو وفراً مجمعاً | فَفُزْتُ بهِ إلاَّ بشَمْلٍ مُبَدَّدِ |
ولمْ تعطني الأيامُ نوماً مسكناً | أَلَذُّ بهِ إلاَّ بنَوْمٍ مُشَرَّدِ |
وطولُ مقامِ المرءِ في الحي مخلقُ | لديباجتيهِ فاغتربَ تتجددِ |
فإني رأيْتُ الشَّمسَ زيدتْ مَحَبَّة ً | إلى النَّاس أَن ليْسَتْ عليهمْ بِسرْمَدِ |
حلفتُ بربِ البيضِ تدمى متونها | ورَب القَنَا الْمُنْادِ والْمُتقصدِ |
لقدْ كفَّ سيفُ الصامتي محمدِ | تباريحَ ثأرِ الصامتي محمدِ |
رمى اللهُ منهُ بابكاً وولاتهُ | بقاصَمَة ِ الأَصْلاَبِ في كُل مَشهِدِ |
بأسْمَحَ مِنْ غُر الْغَمَامِ سمَاحَة ً | وأشجعَ منْ صرفِ الزمانِ وأنجدِ |
إِذَا ما دَعَوْنَاهُ بأجْلَحَ أَيْمَنٍ | دَعاهُ، وَلَمْ يَظلِمْ بأصْلَعَ أَنكدِ |
فَتًى يَوْمَ بَذ الْخُرَّمِيَّة ِ لَمْ يَكُنْ | بهيابٍ نكسٍ ولا بمعردِ |
قفا سندبايا والرماحُ مشيحة | تهدى ّ إلى الروحِ الخفيَّ فتهتدي |
عَدا اللَّيْلُ فيهَا عَنْ مُعَاويَة َ الرَّدَى | وما شكَّ ريبُ الدهرِ في أنهُ رديَ |
لَعَمْرِي لقَدْ حَرَّرْتَ يَوْمَ لَقِيتَهُ | لوَ أنَّ القَضَاءَ وَحدَهُ لَمْ يُبَردِ |
فإِنْ يَكُنِ الْمِقْدَارُ فيهِ مُفَنداً | فما هوَ في أشياعهِ بمفندِ |
وفي أَرْشَق الْهَيْجَاءِ والْخَيْلُ تَرْتمي | بأبْطَالِهَا في جَاحِمٍ مُتَوقدِ |
عَطَطْتَ على رغمِ العِدا عزْمَ بابَكٍ | بصبرِكَ عَطَّ الأتحمي المُعَضَّدِ |
فَإلاَّ يَكُنْ وَلَّى بِشِلْوٍ مُقَدَّدٍ | هُناكَ فَقَدْ وَلَّى بِعَزْمٍ مُقَدَّدِ |
وقدْ كانتِ الأرماحُ أبصرنَ قلبهُ | فأرمدها سترُ القضاءِ الممدد |
وموقانَ كانتْ دارَ هجرتهِ فقدْ | توردتها بالخيلِ أيِّ توردِ |
حَطَطْتَ بها، يَوْمَ العَرُوبَة ِ، عِزَّهُ | وكانَ مقيماً بينَ نسر وفرقدِ |
رآكَ سَديدَ الرأْيِ والرُّمْحِ في الوَغَى | تَأَزَّرُ بالإقْدَامِ فيهِ وتَرْتَدي |
ولَيْسَ يُجَلي الكَرْبَ رَأْيٌ مُسَدَّدٌ | إذا هوَ لمْ يؤنسْ برمحٍ مسددِ |
فمرَّ مطيعاً للعوالي معوداً | منَ الخوفِ والإحجامِ ما لم يعودَّ |
وكان هو الْجَلْدَ القُوَى ، فَسَلَبْتَهُ | بحسنِ الجلادِ المحضِ حسنَ التجلدِ |
لَعَمْري لقَدْ غَادَرْتَ حِسْيَ فُؤادِهِ | قَريبَ رِشَاءٍ للقَنَا سَهْلَ مَوْرِدِ |
وكانَ بعيدَ القعرِ منْ كلَّ ماتحٍ | فغادرتهُ يسقى ويشربُ باليدِ |
وللكذجِ العليا سمتْ بكَ همٌة | طَمُوحٌ يَرُوحُ النَّصْرُ فيها ويَغْتَدِي |
وقدْ خزمتَ بالذلِ انفَ ابن خازمِ | وَأَعْيَتْ صيَاصِيَها يَزيدَ بنَ مَزْيَدِ |
لَما بَتُّ في الدُّنْيَا بنَوْمٍ مُسَهَّدِ | وَأَطْلَقْتَ فيهمْ كُلَّ حَتْفٍ مُقَيّدِ |
وبالهضبْ منْ أبرشتويمَ ودروذٍ | على كل نشزمتلئبٍّ وَفرفدِ |
أفادَتْكَ فيها الْمُرْهَفَاتُ مآثراً | |
وليلة َ أبليتَ البياتَ بلاءهُ | منَ الصبرِ في وقتٍ من الصبرِ مجحدِ |
فيا جَوْلَة ً لاتَجْحَدِيهِ وَقَارَهُ | ويا سيف لا تكفرْ ويا ظلمة ٌ أشهدي |
ويالَيْلُ لَوْ أني مكانَكَ بَعْدَهَا | لما بثُّ في الدنيا بنومِ مسهدِ |
وَقائعُ أَصْلُ النَّصْرِ فيهَا وَفَرْعُهُ | إذا عددَ الإحسانُ أو لمْ يعددِّ |
فمَهْمَا تكُنْ مِنْ وَقْعَة ٍ بَعْدُ لا تَكُنْ | سوى حسنٍ مما فعلتَ مرددِ |
مَحَاسِنُ أًصْنَافِ الْمُغَنينَ جَمَّة ٌ | وما قصباتُ السبقِ إلاَّ لمعبدِ |
جَلَوْتَ الدُّجَى عَنْ أَذْرَبيجَانَ بَعْدَمَا | تَرَدَّتْ بِلَوْنٍ كالْغَمامَة ِ أَرْبَدِ |
وكانتْ وليسَ الصبحُ فيها بأبيضِ | فأَمْسَتْ وَلَيْسَ اللَّيْلُ فيها بأَسْوَدِ |
رأى بابكٌ منكَ التي طلعتْ لهُ | بنحسٍ وللدينِ الحنيفِ بأسعدِ |
هَزَزْت لَهُ سَيْفاً مِنَ الكَيْدِ إنَّما | تُجَذُّ بهِ الأعْنَاقُ مالم يُجرّدِ |
يَسُرُّ الذي يَسْطُو بهِ وهوَ مُغْمَدٌ | ويَفْضَحُ مَنْ يَسْطو بهِ غَيْرِ مُغْمَدِ |
وإني لأرْجُو أَنْ تُقَلدَ جيدَه | قِلادَة َ مَصْقُول الذُّبابِ مُهَنَّدِ |
منظمة ً بالموتِ يحظى بحليها | مُقَلدُها في النَّاس دُونَ الْمُقَلَّدِ |
إليْكَ هَتَكْنا جُنْحَ ليْلٍ كأَنَّهُ | قد اكتحلتْ منهُ البلادٌ بإثمدِ |
تقلبُ في الآفاقِ صلاً كأنما | يقلبُ في فكيهِ شقة َ مبردِ |
تلافى جداكَ المجتدينَ فأصبحوا | ولَمْ يَبْقَ مَذْخُورٌ ولَمْ يَبْقَ مُجْتَدِ |
إِذَا ما رَحى ً دَارَتْ أَدْرتَ سمَاحة ً | رحى َ كلَّ إنجازٍ على كلِّ موعدِ |
أتيتكَ لم أفزعَ إلى غيرِ مفزعِ | ولمْ أنشدِ الحاجاتِ في غيرِ منشدِ |
ومن يرجُ معروفُ البعيدِ فإنما | يديَ عولتْ في النائباتِ على يدي |