يا ربْعُ لَوْ رَبَعُوا على ابنِ هُمُومِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
يا ربْعُ لَوْ رَبَعُوا على ابنِ هُمُومِ | مُسْتَسْلِمٍ لجَوَى الفِرَاقِ سَقِيمِ |
قَدْ كُنْتَ مَعْهُوداً بأَحْسَنِ سَاكنٍ | منَّا وأحسن دمنة ٍ ورسومِ |
أَيَّامَ لِلأَيَّامِ فيكَ غَضَارَة ٌ | والدهرُ فيَّ وفيكَ غيرُ مُليمِ |
وظباءُ أنسكَ لمْ تبدَّلْ منهمُ | بظِباء وَحْشِكَ ظاعِناً بِمُقيمِ |
مِنْ كل ريمِ لَوْ تَبَدَّى قَطَّعَت | ألحاظُ مُقْلَتِه فُؤَادَ الريمِ |
أما الهوى فهو العذابُ فإنْ جرتْ | فيهِ النَّوَى فَأَلِيمُ كُل أَلِيمِ |
أمَرَ التَّجلُّدَ بالتَّلَدُّدِ حُرْقَة ٌ | أمرتْ جمودَ دموعهِ بسجومِ |
ولا والطلولِ الدارساتِ ألية ً | من معرقٍ في العاشقين صميمِ |
ما حَاوَلَتْ عَيْني تَأَخُرَ سَاعة ٍ | فالدَّمْعُ مُذْ صَارَ الفِراقُ غَريمي |
لم يبرحِ البينُ المشتُّ جوانحي | حتَّى تَروَّت مِنْ هَوًى مَسْمُومِ |
وإلى جَنَابِ أبي الحُسْينِ تَشَنَّعت | بزمامِها كالمصعبِ المخطومِ |
جاءَتْكَ في مُعْجٍ خَوَائِفَ في البُرَى | وعَوَارِفٍ بالمَعْلَمِ المَأْمُومِ |
مِنْ كُل ناجِيَة ٍ كأَنَّ أَدِيمَها | حِيصَتْ ظِهَارَتُه بِجلدِ أَطُومِ |
تنئي ملاطيها إذا ما استكرهتْ | سَعْدَانَة ً كإدَارَة ِ الفُرْزُومِ |
طلبتكَ من نسلِ الجديل وشدقمٍ | كومٍ عقائلُ من عقائلَ كومِ |
ينسنَ أصواتَ الحداة ِ ونبرها | طَرَباً لأَصْوَاتِ الصَّدَى والبُومِ |
فأَصَبْنَ بَحْرَ نَدَاكَ غيرَ مُصَرَّدٍ | ورداً وأمَّ نداكَ غيرَ عقيمِ |
لَمَّا وَرَدْنَ حِيَاضَ سَيْبِكَ طُلَّحاً | خَيَّمنَ ثُمَّ شَرِبْنَ شُرْبَ الهِيمِ |
إِنَّ الخَلِيفَة َ والخَليِفَة َ قَبْلَه | وجداكَ تربَ نصيحة ً وعزيمِ |
وجداكَ محموداً فلمَّا يألوا | لكَ في مُفَاوضَة ٍ ولا تَقْديمِ |
ما زلتَ منْ هذا وذلكَ لابساً | حللاً من البتجيلِ والتعظيمِ |
نفسي فداؤكَ والجبالُ وأهلُها | في طرمساءَ من الحروبِ بهيمِ |
بالدَّاذَوَيْهِ وخَيْزَجٍ وذَوَاتِها | عَهْدٌ لسَيْفكِ لَمْ يَكُنْ بِذَمِيمِ |
بالمُصْعَبيينَ الَّذِينَ كأنَّهُمْ | آسَادُ أغيالٍ وجِنُّ صَرِيمِ |
مِثلُ البٌدُورِ تُضِيءُ إلاَّ أَنَّها | قد قُلْنِسَتْ مِنْ بَيْضَها بِنُجُومِ |
وَلَّى بِها المَخذُولُ يَعْذِلُ نَفسَهُ | مُتَمَطراً في جَيْشِهِ المَهْزُومِ |
رَامُوا اللَّتَيَّا والَّتي فاعتَاقُهْم | سَيْفُ الإمَام ودَعْوَة ُ المَظْلُومِ |
ناشَدْتَهُمْ باللهِ يومَ لَقِيتَهُمْ | والخَيْلُ تحتَ عَجَاجَة ٍ كالنيمِ |
وَمَنَحْتَهُمْ عِظَتَيْكَ مِنْ مُتَوَعرٍ | مُتَسَهلٍ قاسِي الفُؤَادِ رَحِيمِ |
حتى إذا جمحوا هتكتَ بيوتهمْ | باللَّهِ ثُمَّ الثامِن المَعْصُومِ |
فَتَجَرَّدَتْ بيضُ السٌّيُوفِ لِهَامِهمْ | وَتَجرَّدَ التَّوْحِيدُ لِلتَّخريمِ |
غادَيْتَهُمْ بالمَشْرِقَيْن بوَقْعَة ٍ | صدعتْ صواعقُها جبالَ الرومِ |
أخرَجْتَهُمْ بَلْ أَخرَجَتْهُمْ فِتنَة ٌ | سَلَبتهُمُ مِنْ نَضرَة ٍ ونَعِيمِ |
نقلوا من الماءِ النمير وعيشة ٍ | رغدٍ إلى الغسلين والزقومِ |
والْحَرْبُ تَعْلَمُ حينَ تَجْهَلُ غَارَة ٌ | تغلي على حطب القنا المحطومِ |
أنَّ المنايا طوعُ بأسكَ والوغى | ممزوجُ كأسكِ من ردى وكلومِ |
والحَرْبُ تَرِكَبُ رَأْسَها في مَشهدٍ | عدلَ السفيهُ بهِ بألفِ حليمِ |
في ساعة ٍ لو أن لقماناً بها | وهْوَ الْحَكِيمُ لَصَارَ غيرَ حَكيمَ |
جثمت طيورُ الموتِ في أوكارها | فتركنَ طيرَ العقل غير جثومِ |
والسَّيفُ يَحْلِفُ أَنَّكَ السَّيْفُ الذي | ما اهتزَّ إلا اجتثَّ عرشَ عظيمِ |
مشتِ الخطوبُ القهقرى لمَّا رأتْ | خَبَبي إليكَ مُؤَكداً برَسِيمِ |
فزعتْ إلى التوديع غيرَ لوابثٍ | لمَّا فزعتُ إليكَ بالتسليمِ |
والدَّهْرُ أَلاَمُ مَنْ شَرقْتَ بلَوْمِه | إلاَّ إذَا أشرَقتَهُ بكريمِ |
أهببتَ لي ريحَ الرجاء فأقدمتْ | هِمَمي بها حتَّى استَبَحْنَ هُمُومي |
أيقظتَ للكرمِ الكرام بناطقٍ | لنداكَ أظهر كنزَ كلِّ قديمِ |
ولقدْ نكونُ ولا كريمَ ننالُهُ | حتى تخوضَ إليه ألفَ لئيمِ |
فسننتَ بالمعروفِ من أثر الندى | سنناً شفت من دهرنا المذمومِ |
وسمَ الورى بخصاصة ٍ فوسمته | بسماحة ٍ لاحتْ على الخرطومِ |
جليتَ فيهِ بمقلة ٍ لمْ يقذِها | بُخْلٌ ولم تُسْفَحْ على مَعْدُومِ |
يقعُ أنبساطُ الرزق في لحظاتها | نَسَقاً إذا وَقَعَت على مَحْرُومِ |
ويَدٍ يَظَلُّ المَالُ يسْقُطُ كَيْدُه | فيها سُقُوطَ الهَاءِ في التَّرْخيمِ |
لا يأملُ المالُ النجاة َ إذا عدا | صَرْفُ الزَّمان مُجَاءَة ً بعَدِيمِ |
قُلْ للخُطُوب إليكِ عني، إنَّني |