هذا الفِراقُ، وكنتُ أفرَقُهُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
هذا الفِراقُ، وكنتُ أفرَقُهُ، | قد قربتْ للبينِ أينقهُ |
وأكُفُّ دَمعَ العَينَ من حَذَرٍ، | والدّمعُ يَسبُقُني، وألحقُهُ |
يجري دمي دمعاً عليكَ ، وكم | يبدو بكا عيني وأسرقهُ |
رشأٌ كساهُ الحسنُ خلعتهُ ، | وجرَى على خَدّيهِ رَونَقُهُ |
أهلاً وسهلاً بالإمامِ ، فقد | جلّى الدُّجَى ، وأنارَ مَشرِقَهُ |
بَدرٌ تَنَزّلَ في مَنازِلِهِ، | سعدٌ يصبحهُ ويطرقهُ |
فَرِحتْ بهِ دارُ الملوكِ، فقَد | كادَتْ إلى لُقياهُ تَسبُقُهُ |
ولذاكَ قد كانتْ مَنازِلُهُ | تنبو بساكنها ، وتقلقهُ |
يا خيرَ من تزجى المطيُّ لهُ ، | و يمرُّ حبلَ العهدِ موثقهُ |
أضحَى عِنانُ المُلكِ منتَشراً، | بيديكَ تحبسهُ ، وتطلقهُ |
فاحكُم، لكَ الدّنيا وساكنُها، | ما طاشَ سَهمٌ، أنتَ تَرشُقُهُ |
متَفَرّدٌ يُملي الصّوابَ على | آرائِهِ رَبٌ يُوَفّقُهُ |
قرّ السريرُ ، وكانَ مضطرباً ، | وأقَلَّ تاجَ المُلكِ مَفرِقُهُ |