نهَى الجهلَ شيبُ الرّأسِ بعدَ نِزاعِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نهَى الجهلَ شيبُ الرّأسِ بعدَ نِزاعِ، | وما كلُّ ناهٍ ناصِحٍ بمُطاعِ |
رأتْ أقحوانَ الشيبِ لاحَ وآذنتْ | ملاحاتُ أيامِ الصبا بوداعِ |
فقالت : محاكَ الدهرُ في صبغة ِ الصبا ، | و كنتَ من الفتيانِ خيرَ متاعِ |
شُرَيرَ، فإنّ الدّهرَ هَدّمَ قُوّتي، | ولم يُغنِ عَنّي حيلَتي، ودِفاعي |
وشَيّبَني في كلّ يومٍ ولَيلَة ٍ، | تنظرُ داعي الحتفِ أولَ داعٍ |
و إنّ الجديدينِ اللذينِ تضمنا | قِيادي بأحداثٍ إليّ سِراعِ |
هما أنصَفاني قبلُ، إذ أنا ناشىء ٌ | وقد صارَعاني بَعدُ أيَّ صِراعِ |
كناقضة ٍ أمرارها ، حينَ أحكمتْ | قوى حبلِ خرقاءِ اليدينِ ، صناعِ |
و غيظاً على الأعداءِ لا يجرعونهُ ، | وكيلَ لهم منهُ بأوفَرِ صاعِ |
وإخوانِ شرٍّ قد حرَثتُ إخاءَهم، | فكانوا لفرسِ الودّ شرَّ بقاعِ |
قدحتُ زنادَ الوصلِ بيني وبينهم ، | فأذكيتُ ناراً ، غيرَ ذاتِ شعاعِ |
ولمّا نأوا عَنّي بوُدّ نفوسِهِمْ، | غلَبتُ حَنِينِي نحوَهم، ونِزاعي |
ومَكرُمَة ٍ عندَ السّماءِ مُنيفَة ٍ، | تنَاولَها منّي بأطولِ باعِ |
و كم ملكٍ قاسى العقابَ ، ممنعٍ ، | قديرٍ على قبضِ النفوسِ مطاعِ |
أراهُ، فيُعديني منَ المَكرِ ما بهِ، | فأكرمُ عنهُ شيمتي وطباعي |
وإنّي لأستَوفي المَحامِدَ كلَّها، | و قد بقيتْ لي بعدهنّ مساعِ |
و تصدقكَ الأنباءُ إن كنتَ سائلاً ، | وحَسبُكَ ممّا لا تَرَى ، بسَماع |