ألا ما لقَلبٍ لا تُقضّى حَوائِجُه،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألا ما لقَلبٍ لا تُقضّى حَوائِجُه، | ووجدٍ أطارَ النّومَ بالليلِ لاعِجُه |
و داءٍ ثوى بينَ الجوانحِ والحشا ، | فهيهاتَ مِن إبرائهِ ما يُوالجُه |
ألا إنّ دونَ الصبرِ ذكرَ مفارقٍ ، | سقى اللهُ أياماً تجلتْ هوادجهُ |
غزالٌ صفا ماءُ الشبابِ بخده ، | فضاقتْ عليه سوره ودمالجه |
ومنتصرٍ بالغُصنِ والحُسنِ والنّقا، | و صدغٍ أديرتْ فوقَ وردٍ صوالجه |
تحكمَ فيه البينُ ، والدهرُ ينقضي ، | فللّهِ رَأيٌ ما أضلّت مناهجُه |
و آخرُ حظي منه توديعُ ساعة ٍ ، | وقد مزَجَ الإصباحَ باللّيلِ مازجُه |
وغرّد حادي الرّكبِ وانشقّتِ العصا، | و صاحت بأخبار الفراق شواحجه |
فكم دمعة ٍ تعصي الجفونَ غزيرة ٍ ، | و كم نفسٍ كالجمرِ تدمى مخارجه |
وآخِرُ آثارِ المحبّة ِ ما ترى ، | طلولٌ ، وربعٌ قد تغير ناهجه |
أضرّ به صوبٌ من المزنِ وابلٌ ، | و كشفُ رياحٍ ذاريارتٍ دوارجه |
ألا إنّ بعدَ النّأي قُرباً وأوبَة ً، | وتحتَ غطاءِ الحُزنُ والهمّ فارجُه |
ويومِ هجيرٍ لا يُجيرُ كِناسُه، | من الحرّ ، وحشيَّ المها ، وهو والجه |
يَظلُّ سَرابُ البِيدِ فيهِ، كأنّهُ | حواشي رداءٍ نفضته نواسجه |
نضيتُ له وجهي وعزماً مؤيداً ، | أرواحُه حِيناً، وحيناً أوالجُه |
كأنّي عَلى حَقبا تَقدّمُ قارِحاً | كمثلِ شهابٍ طارَ في الجوّ مارجه |
يُسوِّقُ أسنَاها لواقحَ قُربه، | فألقينَ حملاً أعجلته نواتجه |
رمينَ على أفخاذِهِنّ أجِنّة ً، | كما أزلقتْ ولدانَ نسرٍ جآدجه |
ويَرفعن نَقعاً كالمُلاءِ مُهَلْهَلاً، | تموجُ على ظهرِ البلادِ موائجه |
ويا رُبّ مَطروقٍ قَمرْتُ غَيورَه، | و طاوعتُ فيه حبَّ نفسٍ أعالجه |
فريدين لا نلقى بعلمٍ ، كأننا | نجيانِ من مكرٍ خفيًّ سوائجه |
إلى أن تولّى النّجمُ وانخرقَ الدّجى | كأنّ ضِياءَ الفجْرِ بالأفقِ باعِجُه |
وأُبتُ، وبي من ودّها مُضمَراتُه، | و داخله سرٌّ ، وللناسِ خارجه |
ويا رُبَّ يومٍ قد سبقتُ صباحَه | بموكبِ فتيانٍ تسيلُ همالجه |
و إبريقُ شربٍ قد أجبتُ دعاتهُ ، | كأنّ مُديرَ الرّاحِ في الكأسِ دارجُه |
ويَنقضُّ بالأرواحِ روحُ مُدامَة ٍ، | يكونُ بأفواهِ الندامى معارجه |
و قد عشتُ حتى ما لدى وجهِ منية ٍ | يعودُ إليها من فُؤاديَ عالجُه |