وسارية ٍ لا تمَلُّ البُكا،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وسارية ٍ لا تمَلُّ البُكا، | جرَى دمعُها في خُدودِ الثّرى |
سرتْ تقدحُ الصبحَ في ليلها ، | ببرقٍ كهندية ٍ تنتضى |
فلمّا دنَتْ جَلجلت في السّما | ءِ رَعداً أجَشّ كجرّ الرّحَى |
ضمانٌ عليها ارتداعُ اليَفا | عِ بأنوارِها، واعتجارُ الرُّبَى |
فما زالَ مدمعها باكياً | على التُّربِ حتى اكتسى ما اكتسى |
فأضحتْ سواءً وجوهُ البلادِ ، | وجُنّ النّباتُ بها، والتقى |
وكأسٍ سبقتُ إلى شُربِها | عذولي ، كذوبِ عقيقٍ جرى |
يسيرُ بها غصنٌ ناعمٌ ، | من البانِ مغرسهُ في نقا |
إذا شِئتُ كلّمَني بالجفو | نِ من مقلة ٍ كحلتْ في الهوى |
له شَعَرٌ مثلُ نَسجِ الدّروعِ، | وطَرفٌ سَقيمٌ، إذا ما رَنَا |
ويَضْحَكُ عن أُقحُوانِ الرِّيا | ضِ، ويَغسِلُه بالعَشيّ النّدَى |
و مصباحنا قمرٌ مشرقٌ ، | كترسِ اللجين يشقّ الدجى |
سقى اللهُ أهلَ الحمى وابلاً | سَفوحاً، وقلّ لأهلِ الحِمى |
لئنْ بانَ صرفُ زمانٍ بنا ، | لما زالَ يفعلُ ما قد تَرَى |
ومُهلِكَة ٍ لامِعٍ آلُها، | قطعتُ بحرفٍ أمونِ الخطا |
لها ذَنَبٌ مثْلُ خوصِ العَسيبِ، | وأربَعَة ٌ تَرتمي بالحَصَى |
بناها الربيعُ بناءَ الكثيبِ | تسوقُ رِياحَ الهواء النّقا |
فما زالَ يدئبها ماجدٌ ، | علآ الأين حتى انطوت وانطوى |
بأرضٍ تأوّلَ آياتِها | على الظعنِ يخبطُ فيها الهوى |
صرعتُ المطيَّ لأرقى لها ، | فما اعتذرتْ بينها بالوجى |
وذي كُرَبٍ، إذ دعاني أجبتُ، | فلبيتهُ مسرعاً ، إذ دعا |
بطرفٍ أقبّ عريضِ اللبا | نِ، ضافي السّبيبِ سليمِ الشّظا |
وفتيانِ حربٍ يُجِيبونَها | بزُرقِ الأسِنّة ِ فوقَ القَنا |
كغابٍ تحرقُ أطرافه | على لجة ٍ / من حديدٍ جرى |
فكنتُ لَهُ دونَ ما يَتّقي | مجناً ، ومزقتُ عنه العدا |
أنا ابنُ الذي ساءهمْ في الحياة ِ | و سادهم بي تحتَ الثرى |
وما لي في أحَدٍ مَرْغَبٌ، | بلَى ، فيّ يَرغَبُ كلُّ الوَرَى |
و اسهرُ للمجدِ والمكرماتِ ، | إذا اكتحَلَتْ أعينٌ بالكَرَى |