نَهرٌ، كما سالَ اللَّمَى ، سلسالُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نَهرٌ، كما سالَ اللَّمَى ، سلسالُ، | وصَباً بَليلٌ، ذَيلُها مكسالُ |
ومَهَبُّ نَفحَة ِ رَوضَة ٍ مَطلُولَة ٍ، | في جلهتيها للنسيمِ مجالُ |
غازَلتُهُ،والأقحوانَة ُ مَبسِمٌ، | و الآسُ صدغٌ والبنفسجُ خالُ |
و وراءَ خفاقِ النجادِ ضبارمٌ | يسري به خلفَ الظلامِ خيالُ |
ألقى العصا في حيثُ يعثرُ بالحصى | نهر، وتَعبثُ بالغُصونِ شَمالُ |
و كأنّ مابينَ الغصونِ تنازعٌ | فيهِ، وما بَينَ المِياهِ جِدالُ |
و أربّ يبردُ من حشاه مكرعٌ | خَصِرٌ، يَسحّ، وتَلعة ٌ مِخضالُ |
ما بينَ روضة ِ جدولينِ كأنما | بُسِطَتْ يَمينٌ منهما وشِمالُ |
مثلُ الحبابِ بمنحناهُ ذؤابة ٌ | خَفّاقَة ٌ، حَيثُ الرّبَى أكفالُ |
و انسابَ ثاني ممعطفيهِ كأنهُ | هيمانُ نشوانٌ هناكَ مذالُ |
أو ظِلُّ أسمَرَ باللّوَى متأطِّرٌ، | عَطَفَتْ جَنوبٌ مَتنَهُ وشمالُ |
لم أدرِ هل يزهى فيخطرُ نخوة ً | أم لاعبتْ أعطافهُ الجريالُ |
فإذا استطارَ بهِ النجاءُ فنيزكٌ | وإذا تَهَادَى ، فالهِلالُ هِلالُ |
زرّتْ عليهِ جبة ٌ موشية ٌ | بمقيلهِ أختٌ له أسمالُ |
مِزَقٌ كما يَنقَدّ، في يومِ الوَغَى ، | عنلبتي مستلئمٍ سربالُ |
ألقَى بهِ منها، هنالكَ، دِرعَهُ، | بطَلٌ، وجَرّدَ، وشيَهُ، مُختالُ |
بيَد الهَجيرَة ِ منهُ سَوطٌ خافقٌ، | وبِساقِ لَيلَة ِ صَرْصَرٍ خَلخالُ |
فدَلَفتُ يقدُمُ بي، هناك، ضُبارِمٌ، | ضارٍ، له، بعمَاية ٍ، أشبالُ |
شَيحانَ، لا أرتابُ من هَلَعٍ، ولا | أغتابُ من طبعٍ، ولا أغتالُ |
متخايلاً أمشي البَرازَ ودونهُ | من أرقمٍ سدرٌ ألفُّ وضالُ |
فتوعدتني نظرة ٌ وقادة ٌ | يُذكَى ، بها تحتَ الظّلامِ، ذُبالُ |
وهوَى ، كما يَهوي أتيٌّ مُزبِدٌ، | رَجَمتْ به، بعضَ التِّلاعِ، تلالُ |
يهفو الضراءَ أمامهُ ولربما | يذرُ الكثيبَ وراءهُ ينهالُ |
فدرأتُ بادرة َ الشجاعِ بأخضرٍ | في رقشهِ هو للشجاعِ مثالُ |
جمدَ الغديرُ بمتنهِ ولربما | أعشاكَ إفرندٌ لهُ سَيّالُ |
و جمعتُبينَ المشرفيّ وبينهُ | فتَلاقَتِ الأشباهُ والأشكالُ |
وتَسَاوَرَا يَتَكافَحَانِ، كما التَقَى | يوماً أبو إسحاقَ والريبالُ |
وكلاهُما من أسوَدٍ ومُهَنَّدٍ، | في ضِمنِهِ الأوجالُ والآجالُ |