هيَ الشّمسُ، مغرِبُها في الكللْ؛
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
هيَ الشّمسُ، مغرِبُها في الكللْ؛ | وَمَطْلَعُهَا مِنْ جُيُوبِ الحُلَلْ |
وغصنٌ، ترشّفَ ماء الشّبابِ، | ثَراهُ الهَوى ، وجَناهُ الأمَلْ |
تَهادى ، لَطِيفة َ طَيّ الوِشاحِ؛ | وترنُو، ضعيفة َ كرّ المقلْ |
وتبرُزُ خلفَ حجابِ العفافِ؛ | وتسفرُي تحتَ نقابِ الخجَلْ |
بَدَتْ في لداتٍ، كزُهْرِ النُّجومِ، | حِسانِ التّحلّي مِلاحِ العَطَلْ |
مَشَينَ، يُهادِينَ رَوْضَ الرُّبَى ، | بِيانِعِ رَوْضِ الصِّبَا المُقْتَبَلْ |
فمِنْ قضبٍ تتثنَّى بريحٍ؛ | ومنْ قضبٍ تتثنّى بدلّ |
ومنْ زهراتٍ تندّى بمسكٍ؛ | ومنْ زهراتٍ تندّى بطلّ |
تَعاهَدَ صَوْبُ العِهادِ الحِمى ، | ولا زالَ مربعُها في مللْ |
مرادٌ، منَ الحبّ، غضُّ الجَنى ، | لديْهِ، منَ الوصلِ، وردٌ عللْ |
لياليَ ما انْفَكّ يهدي السّرورَ | حَبيبٌ سَرى ، ورَقِيبٌ غَفلْ |
زمانٌ، كأنّ الفتى المسلميّ | تكنّفَهُ عدْلُهُ، فاعْتَدَلْ |
تَداركَ، مِنْ حُكمهِ، أنْ يُعيدَ | بهِ عِزة َ الدّينِ، أيّامَ ذَلّ |
ويوضحَ رسمَ التّقَى ، إذْ عفَا؛ | ويطلعَ نجمَ الهدَى ، إذْ أفلْ |
حَمِدْنا المُظَفَّرَ لَمّا رَأى | لِمَنْصُورِنا سِيرَة ً، فَامْتَثَلْ |
مليكٌ، تجلّى لهُ غرّة ً، | تَأمّلهَا غِرّة ً تُهُتَبَلْ |
أشفُّ الورَى ، في النُّهَى ، رتبة ً؛ | وَأشْهَرُهُمْ، في المَعالي، مَثَلْ |
وأحْرَى الأنامِ بِأمْرٍ ونَهْيٍ؛ | وَأدْرَى المُلُوكِ بِعَقْدٍ وحَلّ |
يَمانٍ، لَهُ التّاجُ مِنْ بَينهِمْ، | بمَا أورَثَ التُّبّعُونَ الأوَلْ |
سنامٌ، منَ المجدِ، عالي الذّرَا، | يَظلّ العِدَا مِنهُ تَحتَ الأظلّ |
تقيَّلَ، في المهدِ، ظلَّ اللّوَاء؛ | وسيمَ النّهوضَ بهِ، فاسْتَقَلّ |
وَنِيطَتْ حَمَائلُهُ الوَافِياتُ، | مكانَ تمائمِهِ، فاحْتَمَلْ |
وَما بَلّتِ البُرْدَ تِلكَ الدّمُو | عُ، إلاّ وَفي البُرْدِ لَيْثٌ أبَلّ |
عَهدْنَا المَكارِمَ فيهِ مَعاني، | تُبَشّرُنا فيهِ مِنْها الجُمَلْ |
تُرَى ، بَعْدَ بِشْرٍ، يُرِيكَ الغَمامَ، | تهلّلَ بارِقُهُ، فاسْتَهلّ |
يُصدِّقُ ما حَدّثَتْنا عَسى | بهِ عَنهُ، أو أنْبَأتْنا لَعلّ |
فَما وعدَ الظّنُّ، إلاّ وَفَى ؛ | وَلا قَالَتِ النّفْسُ، إلاّ فَعَلْ |
فلقّى مناوئَهُ ما اتّقَى ؛ | وأعطَى مؤمِّلَهُ مَا سألْ |
غَمامٌ يُظِلّ، وشَمْسٌ تُنِيرُ، | فأقْبَلَ ينعِمُ منْ ذي قبلْ |
وَبحرٌ يَفيضُ، وسَيفٌ يُسَلّ | |
قَسيمُ المُحَيّا، ضَحُوكُ السّماحِ، | لطيفُ الحوارِ، أديبُ الجدلْ |
تُوَشّى ، البَلاغَة َ، أقْلامُهُ، | إذا ما الضّميرُ عليْهَا أمَلّ |
بَيانٌ يُبَيّنُ، لِلسّامِعِيـ | ـنَ، أنّ منَ السّحرِ ما يستحلّ |
ألا هَلْ سَبيلٌ إلى العَيْبِ فيهِ، | فكمْ عِينَ، مِنْ قَبلهِ، مَن كَمَلْ |
لَئِنْ لَبِسَ المُلْكَ رَحْبَ المُلا | ء، فَاخْتَال مِنهُ بِذَيْلٍ رَفَلْ |
فإنّ تزوُّدَهُ للمعالي؛ | وإنّ تَأهّبَهُ للأجَلّ |
فيَا خيرَ سوّاسِ هذي الأمورِ، | وَناسِكَ أرْبابِ هَذِي الدّوَلْ |
وَلِيتَ الثّغُورَ، فَلَمْ تَعْدُ أنْ | رأبْتَ الثَّأى ، وسددْتَ الخللْ |
سِوَاكَ، إذا قُلّدَ الأمْرَ، جاَرَ، | وَغَيرُكَ، إنْ مُلّكَ الفَيْءَ، غَلّ |
حمى ً لا يزالُ، لمنْ حلَّهُ، | أمانَانِ: مِنْ عَدَمٍ، أوْ وَجَلْ |
فَأنْجُمُ دَهْرِهِمُ سَعْدَة ٌ؛ | وَشَمْسُ زَمانِهمُ في الحَمَلْ |
أبَا بكرٍ ! اسمعْ أحاديثَ لوْ | تبثّ بسمعِ عليلٍ أبلّ |
سأشكرُ أنّكَ أعليتَني | بِأحْظَى مَكانٍ، وأدّنَى مَحَلّ |
وَأنّيَ إنْ زُرْتُ لمْ تَحْتَجِبْ؛ | وَإنْ طَالَ بي مَجْلِسٌ لَمْ تَمَلّ |
تَبَسّمْتَ ثُمّ ثَنَيْتَ الوِسَادَ، | فحسبيَ منْ خطرٍ ما أجلّ |
فَلوْ صَافَحَ التّبْرَ خَدّي لهَانَ؛ | وَلَوْ كاثَر القَطْرَ شُكْرِي لقَلّ |
بِأمْثالِهَا يُسْتَرَقّ الكَرِيمُ، | إذا مطمعٌ بسواهُ أخلّ |
فَلا تَعْدَمَنْكَ المَساعي، التي | لأمّ المناويكَ فيهَا الهبلْ |
فأنْتَ الجريءُ، إذا الشّبْلُ هابَ، | وأنتَ الدّليلُ، إذا النّجْمُ ضَلّ |
وَمَا ابْنُكَ إلاّ جِلاءٌ العُيونِ، | إذا ناظِرٌ بِسواهُ، اكْتَحَلْ |
رَبيبُ السّيادَة ِ، في حِجْرِهَا، | تدرّ لهُ ثدْيَهَا، إذْ حفلْ |
تَمَكّنَ يَتْلُوكَ، في الصّالِحاتِ، | فلمّا تفتْهُ، ولمّا ينلْ |