للحُبّ، في تِلكَ القِبابِ، مَرَادُ،
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
للحُبّ، في تِلكَ القِبابِ، مَرَادُ، | لوْ ساعفَ الكلفَ المشوقَ مرادُ |
ليغُرْ هواكَ، فقدْ أجدَّ حماية ً | لفتاة ِ نجدٍ، فتية ٌ أنجادُ |
كمْ ذا التّجلّدُ؟ لن يساعفَك الهوَى | بالوصلِ، إلاّ أنْ يطولَ نجادُ |
أعقيلَة َ السّرْبِ ! المباحَ لوردِها | صفوُ الهوَى ، إذْ حلّئ الورّادُ |
ما للمصايدِ لمْ تنلْكِ بحيلة ٍ؟ | إنّ الظّباء لتدرّى ، فتصادُ |
إنْ يعْدُ عن سَمْراتِ جَزْعك سامرٌ | في كلّ مطّلعٍ لهمْ إرعادُ |
فَبِمَا تَرَقْرَقَ للمُتَيَّمِ بَينَها | غللٌ، شفَى حرَّ الغليلِ، برادُ |
أنا حِينَ أُطْرِقُ لَيسَ يَفْتأُ طارِقي | شَوْقٌ، كَما طَرَقَ السّليمَ عِدادُ |
ينهَى جفاؤكِن عن زيارَتيَ، الكرَى ، | كيْلا يزورَ خيالُكِ المعتادِ |
لا تقطَعي صلة َ الخيالِ تجنّباً، | إذْ فيهِ منْ عوزِ الوصالِ سدادُ |
ما ضرّ أنّكِ بالسّلامِ ضنينة ٌ، | أيّامَ طيفُكِ، بالعناقِ، جوادُ |
هَلاَّ حَمَلْتِ السُّقمَ عن جِسْمٍ لَهُ، | في كلّة ٍ زرّتْ عليكِ، فؤادُ |
أوْ عُدْتِ من سَقَمِ الهوَى ؛ إنّ الهوَى | مِمّا يُطِيلُ ضَنى الفتى ، فيُعادُ |
إيهاً! فَلَوْلا أنْ أُروعَكِ بالسَّرَى | لدَنَا وسادٌ، أوْ لطالَ سوادُ |
لغشِيتُ سجفَكِ في ملاءة ِ نثرة ٍ، | فضلٍ، سوَى أنّ العطافَ نجادُ |
لأميلَ في سُكرِ اللَّمى فيَبيتَ لي، | ممّا حوَى ذاكَ السّوارُ، وسادُ |
فعدي المُنى ، فوعيدُ قومكِ لم يكُنْ | ليعوقَ عنْ أنْ يقتضَى الميعادُ |
أصْبُو إلى وَرْدِ الخُدودِ، إذا عَدَتْ | جُرْدٌ، تُبَلّغِني جَناهُ، وِرَادُ |
وأراحُ للعطرِ، السَّطوعِ أريجُهُ، | إنْ شِيبَ بالجَسدِ العَطيرِ جِسادُ |
عَزْمٌ إذا قَصَدَ الحِمَى لمْ يَثْنِه | أنّ القَنَا، مِنْ دُونِها، أقْصَادُ |
منْ كانَ يجهلُ ما البليدُ، فإنّهُ | مَن تَطّبيهِ، عَنِ الحُظوظِ، بِلادُ |
وَفَتى الشّهامَة ِ مَنْ، إذا أمَلٌ سَمَا، | نَفَذَتْ به شُورَى ، أوِ اسْتِبْدادُ |
منْ مبلغٌ عنّي الأحبّة َ، إذْ أبَتْ | ذِكْرَاهُمُ أنْ يَطْمَئِنّ مِهادُ |
لا يأسَ؛ ربّ دنوّ دارٍ جامعٍ | للشّملِ، قدْ أدّى إليهِ بعادُ |
إنْ أغترِبْ فمواقِعَ الكرمِ، الّذي | في الغَرْبِ شِمْتُ بُرُوقَهُ، أرْتَادُ |
أو أنأَ، عنْ صيدِ الملوكِ بجانبي، | فهمُ العبيدُ مليكُهُمْ عبّادُ |
المَجدُ عُذْرٌ في الفِرَاقِ لمَنْ نَأى ، | ليَرَى المَصانِعَ مِنْهُ كَيفَ تُشادُ |
يا هلْ أتَى منْ ظنّ بي، فظنونُهُ | شَتّى تَرَجَّحُ بَيْنَها الأضْدَادُ |
أنّي رَأيْتُ المُنْذِريْنِ، كِلَيْهِما، | في كونِ ملكٍ لم يحلْهُ فسادُ |
وبصُرْتُ بالبردَينِ إرثِ محرِّقٍ، | لمْ تخلُقَا، إذْ تخلُقُ الأبرادُ |
وعرفْتُ من ذي الطّوْقِ عمرٍو ثأرَهُ | لجَذِيمَة َ الوَضّاحِ، حينَ يُكادُ |
وأتَى بيَ النّعمانَ يومَ نعيمِهِ، | نجمٌ تلقّى سعدَهُ الميلادُ |
قَد أُلّفَتْ أشْتاتُهُمْ في وَاحِدٍ، | إلاّ يكنْهُمْ أمّة ً، فيكَادُ |
فكأنّني طالعْتُهُمْ بوفادة ٍ، | لمْ يستطِعْهَا عروة ُ الوفّادُ |
في قَصْرِ مَلْكٍ كالسّدِيرِ، أوِ الذي | ناطَتْ بهِ شُرُفاتِهَا سِنْدادُ |
تتوهّمُ الشّهْبَاءَ فيهِ كتيبة ً | بِفِنَاءٍ، اليَحْمُومُ فيهِ جَوادُ |
يَختالُ، مِنْ سَيرِ الأشاهِبِ وَسطَه، | بِيضٌ، كمُرْهَفَة ِ السّيوفِ، جِعادُ |
في آلِ عبّادٍ حططْتُ، فأعصَمتْ | هِمَمي، بحَيْثُ أنافَتِ الأطْوَادُ |
أهلُ المناذرَة ِ، الذينَ همُ الرُّبَى | فَوْقَ المُلُوكِ، إذِ المُلُوكُ وِهادُ |
قَوْمٌ إذا عَدّتْ مَعَدٌّ عَقِيلَة ً، | ماءَ السّماء، فهمْ لهَا أوْلادُ |
بيتٌ تودّ الشُّهْبُ، في أفلاكِها، | لوْ أنّهَا، لبنائِهِ، أوْتَادُ |
مَمْدُودَة ٌ، بلُهَى النّدى ، أطنابهُ، | مَرْفُوعة ٌ، بالبِيضِ، منهُ عِمادُ |
مُتَقادِمٌ إلاّ تكُنْ شَمْسُ الضّحَى | لِدَة ً لَهُ، فَنُجومُها أرْآدُ |
نِيطَتْ بِعَبّادٍ لآلىء ُ مَجْدِهِمْ، | فَتلألأتْ، في تُومِها، الأفْرادُ |
ملكٌ إذا افتنّتْ صفاتُ جلالِهِ، | فتَقاصرَتْ عَنْ بَعضِها الأعْدادُ |
نَسِيَتْ زَبِيدٌ عَمْرَها، بل أعرَضَتْ | عنْ وصفِ كعبٍ بالسّماحِ إيادُ |
فضحَ الدُّهاة َ، فَلَوْ تَقَدّمَ عَهْدُهُ | لعنَا المغيرَة ُ، أوْ أقرّ زيادُ |
لا يأمنُ الأعداءُ رجمَ ظنونهِ؛ | إنّ الغيوبَ وراءهَا إمدادُ |
مَلِكٌ، إذا ما اخْتالَ غُرّة ُ فَيْلَقٍ، | قدْ أمطيَتْ، عقبانَهُ، الآسادُ |
أسدٌ، فرائسُها الفوارسُ في الوغَى ، | لكِنْ بَرَاثِنُها، هُناكَ، صِعادُ |
خِلْتُ اللّواء غَمامَة ً في ظِلّها | قَمَرٌ، بِغُرّتِهِ السّنَا الوَقَادُ |
شَيْحانُ مُنْغَمِسُ السّنانِ من العِدا | في النّقعِ، حيثُ تغلغلُ الأحقادُ |
تشكو إليهِ الشّمسُ نقعَ كتيبة ٍ، | ما زالَ مِنْهُ، لِعَيْنِها، إرْمادُ |
جيشٌ، إذا ما الأفْقُ سافَرَ طيرُهُ | معهُ، ففي ذممِ الصّوارِم زادُ |
مُستطرِفٌ للمَجدِ، لم يَكُ حَسبُهُ | مَجْدٌ، يَدورُ مَعَ الزّمانِ، تِلادُ |
ما كانَ مِنهُ إلى رَفاهَة ِ راحة ٍ، | حتى يخلِّدَ، مثلَهُ، إخلادُ |
أرِجُ النّدِيّ، مَتى تَفُزْ بِجَوارِهِ، | يطبِ الحديثُ ويعبقِ الإنشادُ |
لوْ أنّ خاطرَهُ الجميعَ مفرَّقٌ | في الخَلْقِ، أوشَكَ أن يُحسّ جمادُ |
نفْسِي فداؤكَ، أيّهَا الملكُ الذي | زُهْرُ النّجُومِ، لوَجْهِهِ، حُسّادُ |
تَبدُو عَليكَ، من الوَسامَة ِ، حُلَّة ٌ | يهفُو إليهَا، بالنّفوسِ، ودادُ |
لمْ يَشْفِ مِنكَ العَينَ أوّلُ نظرَة ٍ | لوْلا المَهابَة ُ رَاجَعَتْ تَزْدادُ |
ما كانَ مِنْ خَلَلٍ، فأنتَ سِدادُهُ | في الدّهرِ، أوْ أوَدٍ، فأنْتَ سَدادُ |
الدّينُ وَجْهٌ، أنتَ فيهِ غُرَّة ٌ، | والملكُ جفنٌ، أنْتَ فيهِ سوادُ |
لله منكَ يدٌ علَتْ، تولي بِهَا | صَفداً فيُحْمَدُ، أو يُفَكّ صِفادُ |
لَوْ أنّ أفْواهَ المُلُوكِ تَوافَقَتْ | فِيهَا، لَوافَقَ حَظَّهَا الإسْعادُ |
نَفعَ العُداة َ اليأسُ مِنْكَ، لأنّهُ | بردَتْ عليهِ منهُمُ الأكبادُ |
ينصاعُ من جارَاكَ مقبوضَ الخُطا | فكأنّمَا عضّتْ بهِ الأقيادُ |
قدْ قلْتُ للتّالي ثناءكَ سورَة ً، | ما للوَرى ، في نَصّهَا، إلْحادُ |
أعِدِ الحَدِيثَ عَنِ السّيَادَة ِ، إنّهُ | لَيْسَ الحديثُ يُمَلّ حِينَ يُعادُ |
كَرَمٌ، كماء المُزْنِ رَاقَ، خِلالَهُ، | أدبٌ، كروضِ الحزنِ باتَ يجادُ |
ومحاسنٌ، زهرَ الزّمانُ بزهرِهَا، | فكأنّما أيّامُهُ أعْيَادُ |
يا أيّهَا المَلِكُ الّذِي، في ظِلّهِ، | ريضَ الزّمانُ، فذلّ منْهُ قيادُ |
يا خيرَ معتضدٍ بمنْ أقدارُهُ، | في كُلّ مُعْضِلَة ٍ، لَهُ أعْضَادُ |
لَما وَرَدْتُ، بِوِرْدِ حَضرَتكَ، المُنى ، | فهقَتْ لديّ جمامُهَا الأعدَادُ |
فاستقبلَتْني الشّمْسُ تبسُطُ راحة ً | للبحرِ، منْ نفحاتِها، استمدادُ |
فَلِئنْ فَخَرْتُ، بما بَلَغتُ، لقَلّ لي | ألاّ يكونَ مِنْ النّجُومِ عَتادُ |
مهما امتدحتُ سواكَ، قبلُ، فإنّما | مدحي، إلى مدْحي، لكَ استطرادُ |
يَغشَى المَيادِينَ الفَوارِسُ، حِقْبَة ً، | كيما يعلّمَها، النّزالَ، طرادُ |
فلأسحبَنْ ذيلَ المُنى في ساحة ٍ، | إلاّ أُوَفَّ بِها المُنى ، فأُزادُ |
وليستفيدَنّ السّناءَ، معَ الغِنى ، | عَبْدٌ يُفيدِ النُّصْحَ، حينَ يُفَادُ |
ولأنْتَ أنفسُ شيمَة ً من أنْ يُرَى ، | لنفيسِ أعْلاقي لديْكَ، كسادُ |
هيهاتَ قد ضمِنَ الصّباحُ لمنْ سرَى | أنْ يَسْتَتِبّ، لسعَيهِ، الإحْمادُ |
لا تَعْدَمَنّ، من الحُظُوظِ، ذخيرَة ً | تَبْقَى ، فلا يَتْلُو البَقَاءَ نَفَادُ |