مَا طُولُ عَذْلِكِ للمُحبِّ بنافِعِ؛
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مَا طُولُ عَذْلِكِ للمُحبِّ بنافِعِ؛ | ذهبَ الفؤادُ، فليسَ فيه براجعِ |
فنْدّتِ حِينَ طَمِعْتِ في سُلوَانِهِ؛ | هيهاتَ لا ظفرٌ هناكَ لطامعِ |
فدعيهِ، حيثُ يطولُ ميدانُ الصِّبا، | كيمَا يجرّ بهِ عنانَ الخالعِ |
ماذا يريبُكِ منْ فتى ً، عزّ الهوَى | فعنَا لِنَخْوَتِهِ بِذِلّة ِ خاضِعِ |
هَلْ غَيرَ أنْ مَحضَ الوَفَاءِ لغَادِرٍ؛ | أو غيرَ أنْ صدقَ الوصالَ لقاطعِ؟ |
لمْ يهوَ منْ لمْ يمسِ قرّة ِ عينِهِ | سَهَرُ الصّبَابَة ِ، في خَليٍّ هاجِعِ |
واهاً لأيّامٍ خلَتْ، ما عهدُهَا، | في حينَ ضَيّعَتِ العُهُودَ، بِضَائِعِ |
زَمَنٌ كما رَاقَ السّقِيطُ من النّدَى ، | يستنّ في صفحاتِ وردٍ يانعِ |
أيّامَ إنْ عَتَبَ الحَبيبُ، لَهَفْوَة ٍ، | شَفَعَ الشّبابُ، فكانَ أكرَمَ شافِعِ |
ما لي وللدّنْيَا، غرِرْتُ، منَ المُنى | فِيها، بِبَارِقَة ٍ السّرابِ الخادِعِ |
مَا إنْ أزالُ أرومُ شُهْدَة َ عاسِلٍ، | أُحْمَى مُجاجَتَهَا بإبْرَة َ لاسِعِ |
منْ مبلغٌ عني البلادَ، إذا نبتْ، | أنْ لَستُ للنّفسِ الألُوفِ بِناخِعِ |
أمّا الهوانُ، فصنْتُ عنهُ صفحة ً | أغشَى بهَا حدّ الزّمانِ الشّارعِ |
فَلْيُرْغِمِ الحَظَّ المُوَلّيَ أنّهُ | وَلّى ، فَلَمْ أُتْبِعْهُ خُطْوَة َ تابِعِ |
إنّ الغني لهوَ القناعة ُ، لا الّذي | يشتفّ نطفة َ ماء وجْهِ القانعِ |
أللهُ جارُ الجهوريّ، فطالمَا | مُنِيتْ صَفاة ُ الدّهرِ مِنْهُ بِقَارِعِ |
ملكٌ درَى أنّ المساعيَ سمعة ٌ، | فسعَى ، فطابَ حديثُهُ للسّامعِ |
شِيَمٌ هيَ الزّهْرُ الجَنيّ، تَبَسّمَتْ | عَنْهُ الكَمَائِمُ، في الضَّحاء الماتعِ |
أغرَى منافسَهُ ليدرِكَ شأوَهُ، | فشآهُ بالباعِ الطّويلِ الواسعِ |
ثَبْتُ السّكِينَة ِ في النّدِيّ، كأنّمَا | تِلْكَ الحُبا لِيثَتْ بهَضْبِ مَتالِعِ |
عذبُ الجَنى للأولياء، فإنْ يهجْ | فَالسّمُّ يَأبَى أنْ يَسُوغَ لِجّارِعِ |
يا أيّهَا المَلِكُ الّذي حاطَ الهُدَى ، | لولاكَ كانَ حمى ً قليلَ المانعِ |
أنِسَ الأنَامُ إلَيْكَ فيهِ، فهُمْ بهِ | منْ قائمٍ، أوْ ساجدٍ، أو راكعِ |
مُتَبَوّئونَ جَنَابَ عَيْشٍ مُونِقٍ؛ | مُتَفَيّئُونَ ظِلالَ أمْنٍ شَائِعِ |
فلتضرِبَنْ معهمْ بأوفرِ شركَة ٍ | في أجرِهِمْ، مِنْ مُوتِرٍ أوْ شافِعِ |
خَيرُ الشّهُورِ اختَرْتَ، عند طُلُوعه، | خَيرَ البِقَاعِ لَهُ بِأسْعَدِ طالِعِ |