هَلْ عَهِدْنا الشّمسَ يَعْتَادُ الكِللْ؛
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هَلْ عَهِدْنا الشّمسَ يَعْتَادُ الكِللْ؛ | أمْ شَهِدْنَا البَدْرَ يَجتابُ الحُلَلْ |
أمْ قَضِيبُ البَانِ، يَعْنِيهِ الهَوَى ، | أمْ غَزَالُ الفَقْرِ، يُصبْهِ الغَزَلْ؟ |
خرقَ العاداتِ مبدي صورة ٍ، | حَشَدَ الحُسْنُ عَلَيها، فاحتَفَلْ |
مُشْرَبُ الصّفْحَة ِ مِنْ مَاء الصِّبَا؛ | مشبعُ الوجنة ِ منْ صبغِ الخجلْ |
منْ عذيري منهُ، إنْ أغببْتُهُ | نسيَ العهدَ، وإنْ عاودْتُ ملّ |
قاتلٌ لي بالتّجنّي، ما لهُ، | لَيْتَ شِعري، أحَلالٌ ما استَحَلّ؟ |
أيّهَا المُخْتَالُ في زِينَتِهِ! | أنْتَ أولى النّاسِ بالخالِ، فخلْ |
لكَ، إنْ أدلَلْتَ، عذرٌ واضحٌ؛ | كلُّ مَنْ سَاعَفَهُ الحُسنُ أدلّ |
سببُ السُّقمِ، الّذي برّحَ بي، | صحّة ٌ كالسُّقْمِ في تلكَ المقلْ |
إنّ مَنْ أضْحَى أبَاهُ جَهْوَرٌ، | قالتِ الآمالُ عنهُ، ففعَلْ |
مَلِكٌ لَذّ جَنَى العَيْشِ بِهِ، | حيثُ وردُ الأمنِ للصّادي عللْ |
أحسنَ المحسنُ منّا فجزَى ، | مثلمَا لجّ مسيءٌ، فاحتملْ |
سَعْيُهُ في كلّ بِرٍّ مَثَلٌ، | إذْ مَسَاعي مَنْ يُنَاوِيهِ مُثُلْ |
لا يَزَلْ مِنْ حَاسِدِيهِ مُكْثِرٌ، | أوْ مقلٌّ، سبقَ السّيفُ العذلْ |
يا بني جهورٍ الدنيَا بكُمْ | حَلِيَتْ أيّامُهَا، بَعْدَ العَطَلْ |
إنّمَا دولتُكُمْ واسطة ٌ، | أهدتِ الحسنَ إلى عقدِ الدّولْ |
نَحْنِ مِنْ نَعْمَائِكُمْ في زَهْرَة ٍ، | جدّدتْ عهدَ الرّبيعِ المقتبلْ |
طَابَ كانُونٌ لَنَا أثْنَاءهَا؛ | فكأنّ اللشّمسَ حلّتْ بالحَمَلْ |
زَهَرَتْ أخْلاقُكُمْ، فابْتَسَمَتْ | كابتسامِ الوردِ عنْ لؤلؤِ طلّ |
أيّهَا البَحْرُ، الّذِي مَهْمَا تَفِض | بالنّدى يمناهُ، فالبحرُ وشلْ |
مَنْ لَنَا فِيكَ بِعَيْبٍ وَاحِدٍ، | تُحْذَرُ العَينُ، إذا الفَضْلُ كَمُلْ |
شَرَفٌ تَغْنى عَنِ المَدْحِ بِهِ، | مِثْلَمَا يَغنى عنِ الكُحْلِ الكَحَلْ |
أَنا غرسٌ في ثرى العليَاءِ، لوْ | أبطأتْ سقياكَ عنهُ لذبُلْ |
ليَ ذِكْرٌ، بِالّذِي أسْدَيْتَهُ، | نابِهٌ، ودَّ حسودٌ لوْ خملْ |
فليمُتْ بالدّاء منْ حالِ فتى ً | أدّبتْهُ سيرُ النّاسِ الأولْ |
فَوَعَى الحِكْمَة َ عَنْ قَائِلِهمْ: | الْزَمِ الصّحّة َ يَلْزَمْكَ العَمَلْ |
أقْبَلَتْ نُعْمَاكَ تُهْدِي نَفْسَها، | لمْ أرغْ حظّيَ منهَا بالحيَلْ |
فَقَبِلْتُ اليَدَ مِنْ بَطْنِ يَدٍ | ظهرُها، الدّهرَ، محلٌّ للقبلْ |
كُلُّنَا بُلّغَ مَا أمّلَهُ | فَابْلُغِ الغَايَة َ مِنْ كُلّ أمَلْ |
وإذا ما رامَكَ الدّهرُ، ففُتْ؛ | وإذا رمتَ الأمانيّ، فنلْ |