أمُدامٌ عن حباب تبتسمْ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أمُدامٌ عن حباب تبتسمْ | أمْ عقيقٌ فوقه دْرٌّ نُظِمْ |
أعَلى الهمّ بعثنا كأسنا | أم بنجمِ الأفقِ شيطانٌ رُجمْ |
أظلامٌ لضياءٍ طبقٌ | أم على الكافور بالمسك خُتِم |
أندًى في الزهرِ أم ماءُ الهوى | حارَ في أعينِ حُورٍ لم تنم |
أعمودُ الصبح في الغيهب أمْ | غُرّة ُ الأشقرِ في الغيمِ الأحَمْ |
أمِراة ٌ أم غديرٌ دائمٌ | مقشعرّ الجلد بالقرّ شبمْ |
قَدَرَتْ منه الصَّبا سردا فما | رفعتْ عنه يداً حتى انفصم |
كلّ ذا يدعو إلى مشمولة ٍ | فذر اللوم عليها أوْ فلُمْ |
واغتنِمْ من كلّ عيشٍ صَفْوَهُ | فألَذّ العيش صفوٌ يُغْتَنَمْ |
واشكلِ الأوتار عن نغمتها | لا تسوغُ الخمرُ إلاّ بالنّغَمْ |
ومدامٍ قَدُمَتْ فهْيَ إذا | سُئلتْ تخبرُ عن عاد إرمْ |
سكنتْ أجوفَ في جوف الثرى | نَسَجَ الدهرُ عليه ورقمْ |
خالفتْ أفعالها أعمارها | فأتت قوتُها بعدَ الهرمْ |
فهي في الرّاووقِ إن روّقتها | لهبٌ جارٍ وماءٌ مُضطرم |
أفْنَتِ الأحقابُ منها جوهرا | ما خلا الجزءَ الذي لا ينقسم |
فهي مما أفْرطتْ رقّتُها | تجدُ الريّ بها وهيَ عدمْ |
لا ينالُ الشَّرْبُ من كاساتها | غيرَ لونٍ يُسرع السكرَ وشمْ |
وكأنَّ الشمسَ في ناجودِها | من سواد القارِ في قُمصِ ظلمْ |
فأدِرْ للروح أُخْتاً والزرا | جينِ بنتاً وسرورِ النفس أُم |
فهي مفتاحٌ للذّاتِ لنا | ويدُ المنصور مفتاحُ الكرم |
حلّ قصرَ المجد منه ملكٌ | بُدىء َ المجدُ به ثمّ خُتِم |
يحتبي في الدّستِ منه أسدٌ | وهلالٌ وسحابٌ وعَلَم |
يتركُ النقمة َ في جانبهِ | وإذا عاقبَ في الله انتقمْ |
وإذا قال: نعم، وهي له | عادة ٌ، اسبغ بالبذل النِّعيمْ |
ذو أيادٍ بأيادٍ وصلَتْ | كتوالي دِيَمٍ بَعْدَ ديم |
وإذا ما بَخِلَ الغيمُ سخا | وإذا ما عبسَ الدهرُ بسمْ |
تنتحي السادات عزّاً فإذا | قَرُبَتْ من عنده صارتْ خدم |
لست أدري أيمينٌ قُبّلَتْ | منه في تسليمها أمْ مستلمْ |
يذعرُ الجبّارُ منه فعلى | شَفَة ٍ يمشي إليه لا قدم |
فالقُ الهامِ، إذا كرّ سطا | مِسْعَرُ الحرْبِ، إذا همّ اعتَزَم |
كلما أوطأ حرباً سبكاً | حميَ الرّوع وشبّ المقتحمْ |
وإذا حاول في طعن الكُلى | صَرّفَ اللهذَمَ تصريف القلم |
يطأُ الهامَ التي فلقها | بلُهامٍ للأعادي مُلتهِمِ |
يُرجعُ الليلَ نهاراً بالظّبا | ويعيدُ الظُّهرَ بالنقع عَتَمْ |
فضياءُ الشهب في قسطلهِ | ويعيدُ الظهر ديال في نيم كذا |
إنّما حميرٌ أسدٌ لم تزلْ | من قناها ساكناتٍ في أجَم |
كلّ شَهمِ القلبِ مرهوبِ الشبا | مُرْتضى الأخْلاَقِ محمودِ الشيم |
يستظلّون بأوراق الظبا | وأُوَارُ الرّوْعِ فيهم مُحْتَدم |
وعروسٍ لك قد أهديْتُها | تُكْلَمُ الحُسّادُ منها بالكَلِم |
في تقاصيرَ من الدّرّ إذا | حاولوا تحصيلها فهيَ حكم |
يضربُ الأمثالَ فيها بِكُمُ | أممٌ في المدح منْ بعد أممْ |
أسكنتْ ذكرَك حُكْماً خالدا | أبداً بُنيانهُ لا ينهدم |