ضحك الربيعُ إلى بكى الديم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ضحك الربيعُ إلى بكى الديم | وغدا يسوى النبتَ بالقممِ |
من بين أخضرَ لابسٍ كمماً | خُضْراً، وأزهرَ غير ذي كُمَم |
متلاحق الأطراف متسقٌ | فكأنَّه قد طُمَّ بالجَلم |
مُتَبلِّجِ الضَّحواتِ مُشرِقها | متأرّجُ الأسحار والعتم |
تجد الوحوشُ به كفايتَها | والطيرُ فيه عتيدة ُ الطِّعَم |
فظباؤه تضحى بمنتطَح | وحمامُه تَضْحِي بمختصم |
والروضُ في قِطَع الزبرجد والـ | ياقوتُ تحت لآلىء ٍ تُؤم |
طلٌّ يرقرقه على ورقٍ | هاتيك أو خيلانُ غالية ٍ |
وأرى البليغَ قُصورَ مُبْلغِه | فغدا يهُزُّ أثائثَ الجُمم |
والدولة ُ الزهراءُ والزمن الـ | هارُ حسبُك شافَيْى قَرَم |
إن الربيعَ لكالشَّباب وإنْ | صيف يكسعه لكالهرم |
أشقائقَ النُّعمانِ بين رُبَى | نُعمانَ أنتِ محاسنُ النِّعم |
غدتِ الشقائقُ وهْي واصفة | آلاء ذى الجبروت والعظم |
تَرَفٌ لأبصارٍ كُحلنَ بها | ليُرين كيف عجائبُ الحكم |
شُعَلٌ تزيدك في النهار سنًى | وتُضيءُ في مُحْلَوْلك الظُّلمِ |
أعجب بها شعلا على فحم | لم تشتعل في ذلك الفحم |
وكأنما لُمَعُ السوادِ إلى | ما احمرَّ منها في ضُحَى الرَهَم |
حَدَقُ العواشق وسِّطَتْ مُقَلاً | نَهلت وعلّت من دموع دم |
يا للشقائق إنها قِسَمٌ | تُزهى بها الأبصارُ في القسم |
ما كان يُهدى مثلَها تُحفاً | إلا تطوّل بارئِ النسم |