يس على الجزم مبني فليس له
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يس على الجزم مبني فليس له | في العقل كونٌ ولا طبعٌ فيسرقهُ |
فذاتُه القلبُ فالتقليبُ شيمتُهُ | لكنهُ رحويٌّ فيهِ مشرقهُ |
فما له من سكون فهو في فرح | وما له حركاتٌ عنه تقلقه |
له الشؤونُ وفوقَ العرشِ مسكنه | عند الإله الذي به تحققه |
وبالذي عنده منه تعلقه | كما بأسمائه الحسنى تخلقه |
هو الوجودُ فما تنفك صورته | معَ الجمالِ الذي بهِ تعشقهُ |
فالوجدُ يسكنه والشوقُ يقلقه | وللذي يدعيه الأمر يسبقه |
خلافُ طهَ فإنَّ الفتحَ يلزمُهُ | لذاكَ جاءَ ليشقى وهوَ يخلقُهُ |
بالجودِ أوجدهُ بالكونِ حددهُ | وبالتجلي يغذيهِ ويرزقُهُ |
أعطاهُ سورتُهُ فحازَ سورتهُ | بهِ يقيدُهُ عنهُ ويطلقهُ |
بهِ يحققهُ منهُ يخلقهُ | فيهِ يعشقهُ لهُ يشوقهُ |
إنَّ الوجودَ لهُ حدٌّ ومستندٌ | في الكائناتِ وأحوالي تصدِّقه |
و نٌ وق معَص وسائطٌ ظهرتْ | تعطي الغنى وهيَ بالأسماءِ تغرقهث |
وإذ بدتْ سبحاتُ الوجهِ واتصلت | بالكونِ أضواؤها في الحالِ تحرقهُ |
من أعجب الأمر أنَّ الستر منسدلٌ | والنورُ من خلفه وليس يخرقه |
وكلُّ ستر فمجموعٌ ويشهد لي | أجزاؤه ثم لا تأتي تمزقه |