سرائر سرٍّ لا تصان ولا تفشى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
سرائر سرٍّ لا تصان ولا تفشى | وأبكارُها لا تستباح ولا تُغشى |
فمطعمها للحسِّ شهدٌ لذائق | وملمسها للعقلِ كالحية الرقشا |
تولد للأفكار في كلِّ ساعة ٍ | من اليومِ والليلِ البهيمِ إذا يغشى |
إناثاً وذكراناً لمعنى بصورة ٍ | بها قيدتهُ مثلَ ما قيدَ الأعشى |
فقال بأنَّ الضوءَ ممتزجٌ وما | نوى بالذي قدْ قالَ سوءاً ولا غشا |
وقال الذي لم يعرف الحكم إنه | نوى بالذي قدْ قالهُ للورى غِشا |
فلو يدري أنَّ النور يستر ليله | وأنَّ وجودَ السلخِ صيَّره نشا |
لقال بأنَّ الأمر نورٌ وظلمتُه | وذلك حقٌّ ما به بان أنْ يغشى |
فمن سبر الأمرِ الذي قد سبرته | يكون إماماً لا يخافُ ولا يخشى |